قال وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان أمس إن سوريا ليست شريك سلام وإسرائيل مستعدة لبدء محادثات سلام فورية معها فقط إذا لم يُطرح الانسحاب من الجولان شرطا مسبقا، وهو تصريح انتقده وزير الدفاع إيهود باراك الذي دعا إلى مفاوضات تطبع العلاقات مع دمشق لأنها مصلحة إسرائيلية. وقال رئيس حزب إسرائيل بيتنا ليبرمان للإذاعة الإسرائيلية "يقولون انسحبوا أولا إلى خطوط 67، واتركوا الجولان. إذا قبلنا بهذا، فعلامَ نتفاوض؟"، وانتقد حديث الرئيس السوري بشار الأسد عن احتمال اللجوء إلى القوة لاستعادة الهضبة التي لم تعترف أي دولة بضمها إلى إسرائيل. وكان ليبرمان قال في لقاء مع صحيفة "كلاين زايتونغ" النمساوية نشر أول أمس إنه لا يرى في سوريا شريكا حقيقيا في أي نوع من الاتفاقات بسبب علاقاتها بإيران ودعمها لحركات المقاومة في لبنان وفلسطين. وانتقد باراك، وهو من حزب العمل، تصريحات ليبرمان ضمنا، متحدثا عن مصلحة إسرائيل في "تطبيع العلاقات بسوريا مع حماية مصالحها الحيوية"، ودعا إلى أن تكون المفاوضات مع هذا البلد "جزءا من أجندة الحكومة الإسرائيلية". ودخلت إسرائيل مفاوضات غير مباشرة مع سوريا برعاية تركية في ماي 2008، ربطت خلالها الحكومة السابقة برئاسة إيهود أولمرت خيار إطلاق مفاوضات شاملة بفك دمشق ارتباطها بطهران وإنهاء دعمها للمقاومة، قبل أن تتوقف المحادثات مع الدعوة إلى انتخابات عامة في إسرائيل. وقبل ذلك بثماني سنوات انهارت مفاوضات أخرى بين الطرفين لإصرار إسرائيل على الاحتفاظ بشريط من حول نهر الجليل بعد الانسحاب من الجولان. وكرر ليبرمان في لقائه مع الصحيفة النمساوية رفضه إطلاق مفاوضات الوضع النهائي مع الفلسطينيين الآن بحجة أنهم لم يفوا بالتزاماتهم في خارطة الطريق الأمريكية ومنها وقف عمليات المقاومة. وأطلقت خارطة الطريق في 2002، وأقر الجانبان الفلسطيني والإسرائيلي في مؤتمر أنابوليس في 2007 القفز إلى مراحلها النهائية بما يضمن حل الدولتين، وهو حل اعتبر وزير الخارجية الإسرائيلي حكومته، التي يقودها بنيامين نتنياهو، في حل منه.