أعرب الرئيس الروسي ديمتري ميدفيديف لدى استقباله وزير الخارجية الإسرائيلي أفيغدور ليبرمان في موسكو عن أمله في "تعزيز علاقات الصداقة" بين روسيا وإسرائيل وتطويرها في جميع المجالات. وقال ميدفيديف "لا يمكن لروسيا أن تكون غير مكترثة بما يجري في إسرائيل، الدولة التي يسكن فيها عدد كبير من مواطنينا". وأضاف أنه يرغب في مناقشة المسائل المهمة في الحوار الروسي الإسرائيلي، وقضايا الأمن الإقليمي بما في ذلك عملية التسوية في الشرق الأوسط. وبدوره أشاد ليبرمان ب"العلاقات المتينة" بين إسرائيل وروسيا، مؤكدا أن هناك الكثير من الروابط المشتركة بينهما، وأشار إلى وجود نسبة كبيرة من الناطقين بالروسية بين "المواطنين الإسرائيليين". وقال ليبرمان ندرك دائما أن الاتحاد السوفياتي كان أول دولة اعترفت بدولة إسرائيل في عام 1948، ويوجد آلاف المحاربين القدامى في إسرائيل من الذين شاركوا في الحرب العالمية الثانية، بمن فيهم محاربون يحملون لقب بطل الاتحاد السوفياتي. واعتبر أن العلاقات الثنائية بين إسرائيل وروسيا وصلت إلى أعلى مستوى لها منذ إقامة العلاقات الدبلوماسية بين البلدين. وجرى الحديث بين ميدفيديف وليبرمان باللغة الروسية التي يتقنها الأخير لأنه يتحدر من دول الاتحاد السوفياتي السابق، وهاجر إلى إسرائيل في شبابه. وكان ليبرمان قد أجرى في وقت سابق محادثات مع وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، وزعم ليبرمان أن الاستيطان لا يشكل عقبة أمام السلام مع الفلسطينيين. وقال "لا يجوز أن يكون التخلي عن النشاط الاستيطاني شرطا لبدء المفاوضات بشأن التسوية السلمية في الشرق الأوسط، ولا يمكن التهرّب من النمو الطبيعي للمستوطنات، وكل ما يتعلق بالنمو الطبيعي للمستوطنات يجب ألا يكون موضع نقاش". ورداً على تصريح وزيرة الخارجية الأميركية هيلاري كلينتون بشأن ضرورة وقف النشاط الاستيطاني في الضفة الغربية، قال ليبرمان "إن مصالح إسرائيل والولايات المتحدة في الشرق الأوسط متطابقة تماما، لأنها مبنية على القيم الإنسانية". وأعلن ليبرمان استعداد إسرائيل للعمل لتطبيع العلاقات مع سوريا، ولكن من دون إعادة مرتفعات الجولان، وقال إنه مستعدّ للسفر إلى دمشق "حالا" لإجراء محادثات بشأن المسار السوري، ولكن من دون شروط مسبقة ترفضها إسرائيل، كمطلب الموافقة قبل بدء المحادثات على إعادة مرتفعات الجولان والانسحاب إلى خط 1967. وأضاف متسائلا "إذا وافقنا على الانسحاب إلى خط 1967 مسبقا فما الذي نتباحث فيه؟". ومن جهته قال وزير الخارجية الروسي إن لقاء اللجنة الرباعية المعنية بالتسوية في الشرق الأوسط قد يعقد في جوان الجاري. وقال إن روسيا وإسرائيل تدعمان بنشاط الجهود التي تبذل الآن لتهيئة الظروف لاستئناف المفاوضات. ودعا حركة المقاومة الإسلامية (حماس) والرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى دعم الجهود التي تبذلها مصر لتسوية الوضع في قطاع غزة، وقال إن روسيا وإسرائيل تؤيّدان الجهود المصرية في هذا الاتجاه. وفيما يتعلق بإيران قال "شددنا على ضرورة أن تؤكد القيادة الإيرانية للمجتمع الدولي الطبيعة السلمية لبرنامجها النووي، واقتراحاتنا لإيران معروفة جيدا، ونتوقع رد فعل بنّاء من السلطات الإيرانية". وتوقع لافروف أن يعطي الجواب على المقترحات إمكانية لخلق شروط لإطلاق محادثات شاملة، معتبراً أن موقف الإدارة الأميركية الجديدة يهيّئ فرصة جيدة لإطلاق محادثات واسعة بشأن البرنامج النووي الإيراني. وأشار إلى أن المقصود هو طمأنة المجتمع الدولي بشأن الطبيعة السلمية للبرنامج النووي الإيراني، مضيفا ننتظر أن تتخذ القيادة الإيرانية موقفا بناء تجاه تلك المقترحات.