تضع منشورات "سيديا " في متناول القارئ جديد الكاتب و الباحث الاقتصادي جاك أتالي المعنون " الأزمة ، ومابعد؟" الصادر بفرنسا ضمن منشورات " لفايارد"، يقارن من خلاله الكاتب بين الأزمة المالية الماضية- 1929و الأزمة الراهنة ، والبحث في أسباب " تسونامي المالي " الذي عصف بالعالم مؤخرا. يقدم جاك أتالي في مؤلفه الصادر بالغة الفرنسية من الحجم المتوسط تحليلات ذات طابع تقني اقتصادي لسوق الاقتراض الأميركي وتقنيات تحويل القروض إلى منتوجات مالية وتحليل نظام "الضمانات" السائد في آليات منح القروض وتسديدها. كما يشرح الملامح الأولى للأزمة التي بدأت من الولاياتالمتحدة الأميركية وتحديدا من كاليفورنيا وفلوريد، حيث كان عداد كبير من الأسر ذات الدخل المتواضع هناك قد حصلت على قروض بسعر فائدة متصاعد وصل إلى حد أن هذه الأخيرة وجدت نفسها عاجزة عن دفع المستحقات عليها.. ويطرح الكاتب مجموعة من التساؤلات ، كيف وصلت أمور العالم إلى ما وصلت إليه من حالة التأزم المالي التي انطلقت شرارتها الأولى من الولاياتالمتحدة الأميركية قبل عدة أشهر؟ يؤكد المؤلف في تحليلاته أن مظاهر كثيرة كانت تدل قبل الأزمة على أن العالم كان على ما يرام، ذلك أن النمو الاقتصادي لم يكن حسبه في أي يوم من الأيام أسرع مما كان عليه. حسب ماكانت تؤكده الأرقام وقتها. ومختلف المؤشرات كانت تدل على الاستمرار على مستوى العالم كله. ويهدف الكاتب من خلال مؤلفه " الأزمة، ومابعد؟" تشريح الأسباب التي أدت إلى الأزمة المالية العالمية 2008 وحل لغز التغيرات التي مست النمو الاقتصادي وصبح العالم على أعتاب الكساد و السوء من. 80 عاما بعدما كان كل شيء يسير على ما يرام.. ويحمّل المؤلف مسؤوليات كبيرة لواقع التفاوت الكبير في الدخل وفي الاستفادة من ثمرات النمو الاقتصادي الكبير خلال العقود الأخيرة. ويرى أن مثل هذا التفاوت "يرتبت عليه عواقب كبيرة . للإشارة فان الباحث جاك أتالي من مواليد نوفمبر 1943 في الجزائر، كان مستشار الرئيس الفرنسي فرنسوا ميتيران، وهو اقتصادي بارز، ألف العديد من الكتب التي تعني بشؤون العالم الاقتصادية و السياسية على غرار مؤلفاته " التحليل الاقتصادي للحياة السياسية"،" الاقتصاد الفرنسي الجديد".