أحيت أول أمس بالعاصمة هيئة ما بين النقابات المستقلة للوظيف العمومي على طريقتها الخاصة اليوم العالمي للشغل، حيث عوضت مظاهر الاحتفال بتنظيم تجمع وطني، قالت عنه أنه تجمع للتنديد والاستنكار والغضب من الظروف الاجتماعية الصعبة، التي يعيشها العمال الجزائريون، بسبب التدهور المتواصل للقدرة الشرائية، ومجمل المشاكل العالقة بعالم الشغل، وقد تم تأجيل التجمع الوطني الاحتجاجي الذي كان مقررا تنظيمه صباح أمس أمام قصر الحكومة إلى وقت لاحق. إحياء لليوم العالمي للشغل، نظمت زوال أول أمس بالخروبة في العاصمة هيئة ما بين النقابات المستقلة للوظيف العمومي تجمعا وطنيا، أسمته بتجمع التنديد والاستنكار والغضب من الأوضاع المهنية والاجتماعية المزرية، التي يعيشها العمال الجزائريون، بسبب التدهور المتواصل لقدرتهم الشرائية، وما لها من انعكاسات سلبية على ظروفهم الأسرية. ومثلما أوضح مراد تشيكو العضو القيادي الفاعل في هيئة ما بين النقابات المستقلة للوظيف العمومي، ونقابة مستخدمي الإدارة العمومية (سناباب)، فإن الأوضاع الحالية لعالم الشغل بالجزائر لم تسمح للعمال بالفرح والاحتفال بهذا اليوم، بل هو اليوم بمثابة يوم للتنديد والاستنكار والغضب عن حالة التهميش، وحالة التضعضع المعيشية التي هم فيها، ولم يبارحوها منذ سنوات. هذا التجمع المنظم مثلما أضاف مراد تشيكو ناقش في جو عمالي مسألتي القدرة الشرائية العمالية المتضعضعة في الجزائر، والحريات النقابية، كان يوم غضب واحتجاج واستنكار، وقد كان من المقرر أن ينظم في سياق هذا الجو العمالي المشحون تجمع احتجاجي صباح أمس أمام قصر الحكومة (مقر الوزارة الأولى) من أجل تبليغ هذا الغضب للوزير الأول أحمد أويحي المنصب من جديد وزيرا أول في العهدة الرئاسية الجديدة، ولكنه تأجل إلى وقت لاحق. ومن هول الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يعاني منها العمال في الجزائر مثلما يواصل تشيكو لم تتمكن النقابات السبع المنظمة لهذا التجمع من استجماع عناصر الفرح، وتنظيم نقاش هادئ حول هذه الذكرى العالمية الكبرى، وقد وجدت نفسها مرغمة ومجبرة أمام الضغط العمالي على جعل هذا اليوم متنفسا لهم، وقد أوضحوا عبر المداخلات والتدخلات العمالية التي استمع إليها المشاركون، أن العامل الجزائري اليوم بأجره الشهري الحالي لم يعد قادرا على تلبية أبسط احتياجاته العائلية في المأكل والملبس والمشرب، ورغم ذلك الإدارة الجزائرية حتى الآن لا تعير أي اهتمام جادا لعالم الشغل، ولم تحترم الحريات النقابية المنصوص عليها في الدستور، الأمر الذي لم يسمح للعمال أن يكونوا شركاء اجتماعيين، بل على العكس من ذلك هم اليوم يعانون من كافة أشكال الضغط والتعسف، بما فيها الطرد، والعزل، وكل أشكال الاضطهاد الأخرى، حتى لا تكون هناك حريات نقابية، وحتى لا تكون هناك قاعدة عمالية منظمة، تدافع عن حقوقها المشروعة. التجمع مثلما أضاف تشيكو مراد أكد بأصوات عمالية ونقابية عالية أن القدرة الشرائية للموظف والعامل الجزائري أصبحت في الحضيض الأسفل، وأصبح بموجبها هذا العامل وهذا الموظف في عداد الفقراء، حيث لم يعد بمقدوره تغطية أسبوع واحد من كل ما يتقاضاه شهريا، وهو الأمر مثلما يضيف الذي يلزم على العامل والموظف البحث من جديد عن ممارسة نشاط آخر، يستعين به في إعالة عائلته، وتلبية حاجياتها المتزايدة. وللتدليل على ذلك مثلما يواصل أن نقابة "سناباب" أنجزت دراسة علمية ميدانية، حول القدرة الشرائية العمالية في الجزائر، وتوصلت بالنتيجة النهائية إلى أن الحد الأدنى، الذي يمكن أن يوفر للعامل الجزائري أبسط أمور ومستلزمات العيش لمدة شهر هو 35 ألف دينار. ولم تكن مسألة النقطة الاستدلالية غائبة عن التدخلات النقابية والعمالية المستمع إليها في هذا التجمع، بل كانت حاضرة بقوة، وقد طالب الجميع بمضاعفتها ورفعها إلى 90 دينار، عوض 45 دينار الحالية. ونشير وفق ما صرح به تشيكو وقيادة "كناباست" إلى أن التجمع الاحتجاجي الذي كان مقررا تنظيمه زوال أمس قد تأجل إلى وقت لاحق، يحدد تاريخه وطبيعته في اجتماع تعقده الهيئة يوم الخميس المقبل.