أوضح سفير فرنسا بالجزائر كزافييه دريونكور أن إطلاق النسخة العربية من قناة "فرنسا 24" الموجهة إلى حوض المتوسط والمغرب العربي سيكون له تأثير كبير على المنطقة، لافتا إلى أن ضبط برنامج جيد خاص بهذه المنطقة سيتيح لدولها أن تلتفت نحو وفرنسا وأوروبا ونحو قيمهما الإنسانية، معتبرا أن الجمهور في حوض المتوسط ليس فرانكوفونيا فقط، وهو الأمر الذي يجب أن لا ينسى. اعتبر السفير الفرنسي بالجزائر في كلمة ألقاها خلال حفل الاستقبال الذي نظم على شرف قناة " فرنسا 24" بحضور عدد من المسؤولين الفرنسيين في مجال الاتصال ومدير القناة أن إنشاء هذه القناة جاء نتيجة نضال شاق خلال سنوات التسعينات التي تميزت باحتكار القنوات الأمريكية ل 90 بالمائة من الصور والأخبار في العالم، مضيفا أن الصورة تمثل وجهة نظر معينة. واعتبر المتحدث أن قناة الجزيرة كانت أول من أثبت إمكانية وجود نظرة مغايرة ومصادر أخرى للمعلومة، وهو ما يتناسب مع إرادة فرنسا في إبراز نظرتها الخاصة للعالم مع شركائها، ولكن دون أن تفقد خصوصية واستقلالية التحليل، خاصة وأن كافة القرارات الداخلية والخارجية الفرنسية يتم اتخاذها بصفة مستقلة، ومنه يصبح منطقيا أن تقدم فرنسا على تحقيق مشروع كمشروع "فرنسا 24". وفي نفسي السياق، قال السفير الفرنسي إن التحدي بالنسبة لقناة "فرنسا 24 " لم يكن سهلا إذ أنها تنطلق من مبدأين أولهما يتمثل في التحلي بالاستقلالية حتى تستطيع إيصال الحقيقة وإضافة قيمة جديدة أما الثاني فهو أن نوعية المعلومة المقدمة وحدها يمكن أن تكون جديرة بالثقة، وهو ما يجعل الصحفيين متطلبين في الحصول على المعلومة، كما أشار أيضا إلى أن "فرنسا 24 " قد دأبت على تحقيق هذين المبدأين، وعملت على إيجاد النسخة العربية والانجليزية وهو ما يسمح لها بالوصول إلى العالم كما يتيح أيضا بالذهاب إلى حيث يجب من أجل أخذ المعلومة، ويضيف السفير الفرنسي قائلا "ها نحن نتوجه اليوم إلى العالم العربي والبحر المتوسط حيث النخبة لا تضم الفرانكوفونيين فقط وهو الأمر الذي لا يجب أن ننساه". وعلى صعيد آخر، أكد المتحدث أن إطلاق النسخة العربية من فرنسا 24 على مستوى منطقة المغرب العربي والاستعانة بمتحدثين مغاربة سيكون له تأثير كبير على المنطقة خاصة وأن التلفزيون اليوم يكتسي أهمية بالغة وتأثيرا كبيرا، ولعل ضبط برنامج جيد خاص بهذه المنطقة سيتيح لدولها أن تنفتح على فرنسا وأوروبا وعلى قيمهما الإنسانية.