يتواصل لليوم الثاني على التوالي الإضراب الوطني الذي شنه الأساتذة والأساتذة المساعدون و"الدوسانت" في العلوم الطبية بداية من يوم أمس، وتتواصل معه أيضا مقاطعتهم لامتحانات الطلبة، من أجل الضغط على السلطات العمومية، لتلبية المطالب المرفوعة، وفي مقدمتها الأجر التكميلي، الذي يطالبون برفعه، وهذا ما قررته القيادة النقابية في اجتماع أمس، وستحيله للمصادقة عليه من قبل الجمعية العامة المنعقدة نهار اليوم. هذا الإضراب، الذي شمل الخدمات الطبية بالمستشفيات والهياكل الصحية الأخرى، الذي شاركت فيه الأغلبية الساحقة من الأساتذة والأساتذة المساعدين و"الدوسانت" في العلوم الطبية كان محل نقاش وتقييم في اجتماع مغلق، عقده زوال أمس المكتبان الوطنيان لنقابتي الأساتذة و"الدوسانت"، والأساتذة المساعدين في العلوم الطبية بمستشفى مصطفى باشا الجامعي في العاصمة، وقد أوضح البروفيسور رشيد بلحاج أن هذا الاجتماع مكن الجميع من مناقشة الإضراب ومجرياته، وكذا المقاطعة المتواصلة لامتحانات الطلبة منذ مدة، وتطرق مثلما قال القادة النقابيون إلى موضوع السنة البيضاء، وقد اتفق الجميع أن ليس هناك سنة بيضاء، طالما أن الطلبة يتلقون دروسهم بصفة متواصلة، ولم تمسها أية إضرابات، فكل الدروس المقررة تمنح لهم، وتبقى فقط الامتحانات، وستجرى لاحقا، والمسؤولية هنا مثلما أضاف تقع على وزارتي الصحة والتعليم العالي، ومن ورائهما طبعا الوزارة الأولى، والوظيف العمومي. البروفيسور بلحاج تحدث إلى "صوت الأحرار" قبل انتهاء الاجتماع بسبب توجيه مادة الجريدة للطباعة، طمأن الطلبة بالقطع من عدم حصول سنة بيضاء ، وقال أن الحل ليس في أيدينا نحن، بل هو بين أيدي الوصايتين، وهذا معناه أن الحركة الاحتجاجية ستتواصل، وأن الإضراب سيتواصل، وأن مقاطعة الامتحانات هي الأخرى ستتواصل، وهذا بالطبع حسب محدثنا ما تم الاتفاق عليه من قبل القادة المجتمعين أعضاء المكتبين الوطنيين للنقابة الوطنية للأساتذة و:الدوسانت"، والنقابة الوطنية للأساتذة المساعدين في العلوم الطبية، حيث قرروا مواصلة مقاطعة الامتحانات، والتمسك بخيار الإضراب كخيار لمواصلة الاحتجاج، والضغط على الوصايتين، والسلطات العمومية الأخرى المعنية. وينتظر مثلما جرت العادة أن تحمل اقتراحات محددة من هذا الاجتماع إلى الجمعية العامة التي ستنعقد نهار غد بمستشفى مصطفى باشا الجامعي، ولاشك أن هذه الجمعية العامة سوف تتخذ القرارات التي تراها مناسبة، وهي الهيئة السيدة في اتخاذ كل القرارات، وقانونيا ليس من حق أية قيادة وطنية نقابية اتخاذ أية قرارات نيابة عن الجمعية العامة، فهي السيدة في كل الظروف، وغير مستبعد من الآن أن تزكي كل ما قررته القيادة الوطنية للنقابتين. وفيما يخص الإضراب المتواصل في يومه الثاني ،قال البروفيسور بلحاج: نسبة الاستجابة إليه كانت 80 بالمائة، وهذا لا يعود إلى تأخر بعضنا عن المشاركة في هذا الإضراب، بل لكون أننا لم نضرب سوى عن القيام بالفحوصات الطبية، وكل الحالات الأخرى المستعجلة نقوم بها، ونذكر منها، حالات السرطان، الأمراض الكبرى، الإنعاش، الحالات الخطيرة عند الأطفال...إلخ. وحسب معلومات تلقته "صوت الأحرار" ، فإن وزارتي الصحة والتعليم العالي مستعدتان للاجتماع مجددا بممثلي المضربين، ومواصلة الحوار والنقاش معهم بشأن المطالب المرفوعة، ويتوقع أن يتم ذلك يوم غد الأربعاء، وأكيد أن هاتين الوزارتين، وبصفة أخص وزارة التعليم العالي سوف تحاول بكل ما لديها من جهد، ومن نصح سديد، دفع المضربين لإجراء امتحانات الطلبة، وعدم تركهم هكذا في هذه الوضعية الصعبة التي هم فيها منذ نهاية الثلاثي الأول من السنة الجامعية الجارية، وهذا بناء على مسؤوليتها في هذا الوضع وعلى النداءات المتكررة الموجهة إليها من قبل الطلبة، والتي كان آخرها الرسالة المسلمة إليها يوم 9 ماي الجاري، والتجمع الطلابي المنظم يوم السبت المنصرم بكلية الطب في العاصمة.