كشفت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل "ندى" عن حصيلتها للسنة الأولى المتعلقة بالرقم الأخضر 3033 الذي تم إطلاقه في أفريل من سنة 2008 في إطار مشروع "أنا أسمعك"، حيث تم تسجيل 7342 اتصال عبر هذا الرقم خلال سنة فيما تمت معالجة 335 ملفا منه 55 ملفا وجه للعدالة و210 حالة تم التكفل بها نفسيا هذا المشروع الذي حدد عمره لدى الإعلان عنه بثلاث سنوات، سيشرع خلال السنة الجارية على توسيع الرقم إلى الولايات الوسطى للوطن بعد سنة تجريبية على مستوى العاصمة. سجلت الشبكة الجزائرية للدفاع عن حقوق الطفل بعد سنة من إطلاق الرقم الأخضر 3033 ، 7342 اتصال منه 335 حالة تمت معالجتها أو هي في طريق إيجاد حل لها ، تم توجيه 55 ملف منها إلى العدالة والتكفل النفسي ب 210 حالة والتكفل النفسي الاجتماعي ل 70 حالة أخرى ، وتمحورت غالبية الحالات حول إشكالية النفقة، حضانة الأطفال، إجراءات الطلاق، الاغتصاب والتحرش الجنسي، أما الحالات النفسية فتمحورت جل اهتماماتها حول حالات لأطفال من والدين مطلقين، ويتامى، وآخرين يعانون العنف والاضطهاد وواقعين في دوامة تعاطي المخدرات والإدمان عليها، وانحرافات سلوكية. بينما تطلب فئة أخرى من المتصلين المساعدة القانونية. وأدرج التقرير بعض الحالات التي تم التكفل بها عن طريق الرقم الأخضر 3033 وكانت الحالة الأولى المدرجة تتعلق بالمراهقة أمال التي تبلغ الرابعة عشرة من العمر حيث تعرضت هذه المسكينة للاغتصاب من طرف جارها و هي اليوم حامل ومصابة بأزمة نفسية حادة، وعلى إثرها تحرك أعضاء الشبكة للتكفل بها نفسيا ، حالة أخرى متعلقة بالطفل علي البالغ من العمر ثلاثة عشرة سنة تعرض لملامسات جنسية ،حالة أخرى لاتقل خطورة و تبين الوضع الذي تعاني منه الطفولة بالجزائر و بمختلف أعمارها ، فمحمد ذي الثالثة عشرة سنة مدمن مخدرات و دنيا تلك المولود الضعيف المجهول الهوية و البالغة يومين من العمر و جدت في الشارع إلى جانب أمينة التي تعاني من اضطرابات نفسية ناتجة عن الرسوب المدرسي و هي تتلقى العلاج النفسي على مستوى الخلية بالإضافة إلى آخرين قصدوا الخلية بحثا عن الدعم و المساعدة حيث تسعى الشبكة ومن خلال الخط الأخضر لأن تكون إلى جانب هذه الشريحة الضعيفة من المجتمع و تساندهم تقديم المساعدة المناسبة لهم كونهم يعانون من سوء المعاملة سواء من طرف الأسرة أو المجتمع و كذا المحيطين بهم فيتم التكفل بهم و يستفيدون من المتابعة والمرافقة و هذا يندرج في إطار المهمة التي تقوم بها الخلية. ومن خلال هذه التجربة التي تعول عليها الشبكة للنهوض بواقع حقوق الطفل في الجزائر استخلص القائمين على المشروع بعض النقاط التي رأوا أنها تحتاج إلى التدعيم حتى يتسنى لهم القيام بمهمتهم على أكمل وجه والمتعلقة بالدرجة الأولى بتطوير وسائل التكفل بالأطفال وهذا بالتعاون مع السلطات العمومية،و اعتمادا على هذه النتائج كان من الضروري تسليط الضوء على الدروس المستقاة من هذه التجربة ، و التي تشكل نقاطا هامة في مجال تسيير النداءات التي تصل الشبكة بالتعاون مع كل الجهات المعنية بما في ذلك السلطات العمومية و الجمعيات و العائلات و الإعلام و كذا الأطفال وعليه وضعت الشبكة بعض التوصيات المستقاة من هذه النتائج والتي تعتبر دروس في مجال تسيير تلك الحالات خاصة وأن المجتمع حسب التقرير يعاني من عدة مشاكل و صعوبات لذا بات واضحا أن الإصغاء والتوجيه والمتابعة والتضامن يشكلون أهم الوسائل الكفيلة بعلاج هذه الحالات لدى الطفل والعائلة، كما شدد على تدعيم ذلك بنصوص قانونية بالإضافة إلى تكوين مختصين خبراء في الطفولة على مستوى مؤسسات الاستقبال و التكفل بالأطفال و كذا إنشاء لجنة عائلية لمتابعة الأطفال المولودين من أمهات عازبات أو مطلقات بالإضافة إلى المطالبة بتسهيل الإجراءات الإدارية للاستجابة للطلبات الكثيرة لعائلات الاستقبال في إطار الكفالة و هذا منذ ولادة الرضيع و تقديم الدعم المادي لهذه العائلة من أجل إدماج أحسن للطفل. فيما دعا القائمين على الخط الأخضر الجهات المعنية إلى ضرورة الإسراع في تجسيد الإستراتيجية الوطنية التي وضعتها الوزارة المنتدبة المكلفة بالأسرة وقضايا المرأة والذي صادقت عليه الحكومة على أرض الواقع إضافة إلى تفعيل وتيرة المصادقة على قانون حماية حقوق الطفل الذي يدعم الحماية القانونية والاجتماعية للأطفال الموجودين في خطر معنوي، كما شددوا على ضرورة توطيد الشراكة مع المجتمع المدني في هذا الإطار من أجل تجسيد تلك الإستراتيجيات والبرامج و كذا صنع القرار من خلال اتفاقيات وشراكات بين جميع الأطراف المعنية .