أعلن وزير النقل عمار تو عن انطلاق التشغيل التقني للمترو العاصمة خلال الأيام القليلة القادة والذي يسبق كعادته التشغيل التجاري بهدف التأكد من نجاعة المركبات والخطوط بما يضمن أمن وسلامة مستعملي المترو، كما كشف الوزير عن تخصيص غلاف مالي معتبر لتطوير قطاع النقل في الجزائر مقدر ب 90 مليار دولار وذلك حتى آفاق سنة 2014. ارتكزت مداخلة وزير النقل وعضو أمانة الهيئة التنفيذية بحزب جبهة التحرير الوطني خلال عرضه أمس بالجامعة الصيفية للأفلان التي نظمت بولاية تيبازة على أخر المستجدات التي يعرفها قطاع النقل وبالتحديد خطوط السكك الحديدية، حيث أكد أن وضعية شبكة السكك الحديدية في 1999 لا تختلف عن وضعيتها في سنة 1962 غداة الاستقلال، بل بالعكس هي أقل منها لأنه في هذه الفترة فقدت الجزائر حوالي 1200 كيلومتر من السكك التي تآكلت بسبب عدم إعادة تأهيلها، وعلليه فقد تم إحصاء حوالي 3500 كيلومتر في سنة 1999، 60 بالمائة منها غير صالحة للاستعمال باستثناء بعض الخطوط المخصصة لنقل البضائع. وفي رأي وزير النقل، فإن سبب عدم تطور شبكة السكك الحديدية هو الخطأ المسجل في التوجه منذ البداية، باعتبار أن السياسات المتبعة حينها ركزت على أولوية تطوير شبكة الطرقات وكان ذلك بالفعل لكن على حساب شبكة السكك الحديدية. والنتيجة التي ترتبت عن هذه الإستراتجية هو الوصول إلى حظيرة وطنية تضم 5 ملايين و650 ألف سيارة، مقارنة مع هو موجود في المغرب 2 مليون و150 ألف، تونس مليون و115 ألف. أما الخطأ الثاني فكان في الثمانينات، حيث كانت هناك خطة لترويج المواد الاستهلاكية في إطار ما يسمى "من أجل حياة أفضل" وكان ذلك مرة أخرى على حساب انجاز المشاريع الكبرى حتى وصلنا في 1999 إلى وضعية تكاد تجعل من وضع السكك الحديدية متوقفة. وبالنظر إلى هذه الوضعية يؤكد الوزير أن السلطات العليا في البلاد اتخذت إجراءات لتطوير السكك الحديدية، حيث أشار إلى أن وزارة النقل ستستلم قريبا الخط الرابط بين جنوب بلعباس ومدينة بشار على طول 580 كلم، فيما تم استلام مشاريع أخرى وستستمر في إنجاز مشاريع أخرى في الغرب الجزائري. ثم انتقل وزير النقل للحديث عن المشاريع الكبرى في قطاع السكك الحديدية التي ستنطلق حسب ما صرح به في 2010، أما في نهاية 2009 فستنطلق الأشغال المتعلقة بخط السكة الحديدة من المسيلة مرورا ببوقزول، تسميسلت، غليزان، تيارت وصولا إلى سعيدة وتستمر الأشغال في غرب الجزائر إلى الحدود مع المغرب. أما في نهاية 2010 فسيتم كهربة كل هذه الخطوط بما يسمح لنا بالوصول إلى سرعة مقدرة ب 220 كيلومتر في الساعة وتتواصل عملية الكهربة حتى سنة 2013، لتشهد نهاية سنة 2011 مواصلة عملية الإنجاز المتعلقة بالمشاريع التي انطلقت في 2009 و2010 لأنها تتطلب حوالي 40 شهر ليتم إنجازها بصفة نهائية، كونها مشاريع كبرى. وبالرغم من أن هذه الإنجازات ستمكن من توظيف 200 ألف شخص، إلا أن الهدف الرئيسي في تصور الوزير من تطوير شبكة السكك الحديدية هو تنمية هذه المناطق وفك العزلة عنها على عكس ما كان يفعله الاستعمار الذي كان يهدف إلى التوسع عسكريا فقط. ويوضح عمار تو أن المقاطع التي سيتم إنجازها على مستوى الشمال هي من مخلفات الاستعمار التي يجري إعادة تهيئتها، كما سيتم إنجاز مشروع كبير نهاية 2013 يربط غرداية بالمنيعة، ويمتد إلى عين صالح، وخط أخر يربط غرداية بالمنيعة ويمتد إلى تيميمون، مرورا بأدرار ووصولا إلى بني عباس، حيث يلتقي بالخط الرابط وهرانببشار، مع العلم أن هذه الأشغال تكتمل في الحلقة الجنوبيةالشرقية بالحلقة الجنوبيةالغربية آفاق 2015. بالنسبة إلى منجم غار جبيلات للحديد، فقد أكد الوزير أنه لم يتم بعد الفصل في القضية التي تبقى عالقة، وبالرغم من وجود عروض من شركات أجنبية مثل تلك التي اقترحت إنشاء خط سكة حديدية يربط تندوف بغار جبيلات مقابل منحها مدة معنية لاستغلال ثورات المنجم، فإن الحكومة لا تزال مترددة بشأن هذا الملف. وعلى صعيد آخر كشف الوزير عن التشغيل التقني لمترو العاصمة قريبا والذي يسبق التشغيل التجاري للتأكد من سلامة الأجهزة وضمان امن الركاب، في وقت أشار فيه إلى مشاريع جديدة لتطوير شبكة المترو التي ستمتد إلى شوفالي، باب الزوار، الحراش، عين النعجة وبراقي. وفيما يتعلق بالتراموي، فقد أكد المتحدث في عرضه أن خط درقانة-حسين داي سيتم استلامه نهاية 2010 في انتظار التوسيع الذي ستشهده العاصمة رفقة عدد من ولايات الوطن في إطار ستة مشاريع أخرى تشمل كل من ولاية عنابة، سطيف، ورقلة، مستغانم، باتنة وبلعباس.