صنف تقرير تابع للخارجية الأمريكية، الجزائر ضمن القائمة السوداء في الإتجار بالبشر، بعد تقارير ميدانية أنجزت على مستوى 155 دولة، شملت دراسة ميدانية للظاهرة وأسبابها وانعكاساتها على المجتمع• وأشار تقرير صادر مؤخرا عن "مكتب مراقبة المخدرات ومكافحة الجريمة" التابع للأمم المتحدة، إلى أن الاستغلال الجنسي يتصدر الانتهاكات المنتشرة بنسبة 75 بالمائة، ومعظم ضحاياه من العنصر النسوي، الذي اتهمه التقرير في نفس الوقت بمسؤوليته الأولى عن عمليات الإتجار بالبشر من خلال المشاركة في تنظيم أغلبها، مضيفا أن هذه المعلومات وفرتها النساء بنسبة 60 بالمائة• ورغم المجهودات التي تبذلها السلطات الجزائرية من خلال الترسانة القانونية التي أصدرتها ضمن الإصلاحات التي تقوم بها في قطاع العدالة والتربية والشؤون الاجتماعية، إلى جانب التخصيصات المالية الموجهة لترقية الحياة وتحسين محيط المعيشة، إلا أن ذلك لم يشفع لها في هذا التقرير، وآخرها العدد الكبير من النصوص التي أعلن عنها مؤخرا وزير العدل حافظ الأختام، الطيب بلعيز، خلال الندوة الدولية الثالثة للمحضرين القضائيين بالجزائر وبلغت حوالي 150 نص في سنة 2008• وتساءل تقرير "مكتب مراقبة المخدرات ومكافحة الجريمة"، في السياق ذاته، عن الأسباب التي جعلت هؤلاء النسوة يجندن أخريات لهذا الاستغلال، بينما هن ضحاياه، حين قال رئيسه في التقرير، أنطونيو ماريا كوستا: "إن الأدهى هو تحول ضحايا الإتجار بالبشر إلى ممارستها•• نحن بحاجة لفهم الدواعي التي تدفع بالضحايا لتجنيد أخريات لهذه العبودية"• وجاءت ظاهرة العبودية، أو ما يعرف بالعمالة القسرية، كثاني شكل من أشكال الإتجار بالبشر في التصنيف الأممي بنسبة 18 بالمائة، مشيرا إلى أن هذه النسبة لا تعبر عن حقيقة الظاهرة عبر العالم، متوقعا تفاقما رهيبا لها مع الأزمة الاقتصادية العالمية التي مست الجميع، حيث تجعل الطلب يزداد على الأيدي العاملة الرخيصة وتنعش سوق عمالة الأطفال من جهة، والنمو الاقتصادي الذي تشهده بعض الدول النامية من جهة أخرى، محذرا من المستقبل الذي ينتظر هذه الفئة في القرن الواحد والعشرين، بعد أن توصل إلى معدل رهيب حول الظاهرة، حيث يذهب طفل واحد ضحية العبودية من بين كل خمسة أطفال• وعدد التقرير الصادر عن مكتب مراقبة المخدرات ومكافحة الجريمة الأممي الأعمال التي يستغل فيها الأطفال عبر العالم بطريقة عبودية كصناعة شباك الصيد وحياكة البضائع الفاخرة والتسول وامتهان الجنس كبائعي هوى، أو لتصوير أفلام جنس الأطفال، والبعض الآخر يباع من أجل غاية الزواج أو قيادة الجمال في الصحاري، والملاحظ أن أغلب هذه الأعمال موجودة في المجتمعات العربية وهو الاتجاه الذي سار عليه تقرير وزارة الخارجية الأمريكية للسنة الماضية، الذي أشار إلى الانتهاكات المتفاوتة التي تعاني منها تلك الفئة، من تقييد الحركة وحجز جوازات السفر والتهديدات والانتهاكات الجسدية والجنسية•