وخلص الخبراء الأمنيون الغربيون، خلال اجتماع دوري عقد في العاصمة البلجيكية بروكسل، إلى أن قرار الرئيس الأمريكي الجديد، باراك أوباما، المفاجئ والقاضي بالإسراع في سحب قواته من العراق، كان وراء تراجع أعداد المقاتلين والجهاديين في العراق، خصوصا أولئك القادمين من دول شمال إفريقيا، خاصة الجزائر والمغرب وتونس، ومن شبه الجزيرة العربية، والدول الإسلامية على العموم• وكشف تقرير الخبراء في تركيزه على عامل الأصول والجنسيات، عن أن المجاهدين الجزائريين يشكلون أغلبية المقاتلين المتواجدين في العراق، حيث يمثلون 20 في المائة من مجموع المقاتلين الأجانب، يليهم السوريون ب 18 في المائة، ثم اليمنيون ب 17 في المائة، فالسودانيون ب 15 في المائة و13 في المائة مصريون، ويأتي السعوديون في المرتبة الأخيرة ب 12 في المائة، في حين أغفل التقرير الإشارة إلى نسبة الليبيين الذين كانوا يمثلون السواد الأعظم من المقاتلين الوافدين على العراق• وبحسب التقارير الأمريكية، التي تقاطعت مع ما رصدته الأجهزة الأوروبية، فإن عدد المقاتلين الأجانب تراجع من حوالي 5 آلاف في السنوات الأخيرة، إلى ما يعادل 300 مقاتل خلال الأشهر الثمانية الماضية• وتأتي هذه التقارير بعد بروز بوادر داخلية لتحقيق توافق عراقي تزامنا مع قرار سحب القوات الأمريكية في الأشهر القادمة، وتمكن الأجهزة الأمنية لعدة دول من تطويق شبكات تدريب وتجنيد المقاتلين للجهاد ضد الاحتلال الأمريكي، منها قوات الأمن الجزائرية التي فككت عدة خلايا مختصة في تجنيد العشرات من المتطوعين للقتال في العراق في السنوات القليلة الماضية، خصوصا بولاية الوادي، من خلال محاصرة تحرك المسلحين أو بفضل شهادات وإفادات بعض الموقوفين وكذلك تفكيك قوات الأمن بالدول المجاورة لبعض شبكات التجنيد، التي جندت متطوعين للقتال في العراق والالتحاق بتنظيم ما يسمى ب "الجماعة السلفية للدعوة والقتال"، الذي أشارت إليه "الفجر" في عدد الأربعاء الماضي•