شرعت محكمة الجنايات بمعسكر في محاكمة 10 أشخاص متهمين من ضمن 12متورطا في قضية اختلاس نحو 7.5 ملايير سنتيم من وكالة البنك الخارجي الجزائري بمعسكر وكذا التزوير في محررات رسمية عمومية والمشاركة في هذه الجرائم• في البداية، تلقت المحكمة التماسات هيئة الدفاع المتضمنة طلب إلغاء أمر القبض على المتهمين الخمسة الموجودين في قفص الاتهام على اعتبار أن الوقائع المتابعين فيها قد تحولت إلى جنحة وليست جناية وبالتالي محاكمتهم كمتهمين موقوفين• وهذا الطلب رفضته النيابة العامة شكلا ومضمونا لكونه لم يقدم بالشكل المنصوص عليه إجرائيا إضافة إلى أن الموقوفين تتم محاكمتهم بناء على قرار الإحالة الصادر عن غرفة الإتهام والذي جاء فيه أمر الإيداع ضد المعنيين كتفسير لرفض المحكمة التماسات هيئة الدفاع• وقد قضت أيضا المحكمة بتأجيل محاكمة متهمين إثنين غائبين وهما "ب• فافة" وابنها "ش•ه•نبيل" وأمرت باتخاذ إجراءات التخلف ضدهما لمحاكمتهما غيابيا، وبعد تشكيل المحكمة تشكيلا قانونيا وتلاوة قراري الإحالة الخاصين بهذه القضية التي تعود وقائعها إلى سنة 2000 عندما اكتشفت إدارة وكالة البنك الخارجي الجزائري بمعسكر ثغرة مالية بملايير السنتيمات كانت قد حددتها تقارير الخبراء والمفتشية العامة للمالية مابين 49 و74 مليون دينار• وكان التحقيق قد كشف عن قائمة طويلة من المتهمين بقي منهم 12 متهما متورطا في أعقاب تلاوة التقارير• وشرعت المحكمة بعدها في الاستماع إلى المتهم الرئيسي بالوكالة البنكية"و•ج•د"، أمين الشباك بالبنك والذي ذكر للمحكمة بأن الأوامر الخاصة بالدفع كان يتلقاها من مدير البنك في ذلك الوقت والذي كان ماثلا أمام المحكمة بصفة شاهد، معتبرا نفسه ضحية مؤامرة بغية توريطه في القضية• وأضاف بأن أوامر الدفع المعنية كانت تبدو عادية ولم يظهر أي شك في مدى صلاحيتها القانونية طالما أنها تأتي من مدير الوكالة البنكية نفسه• نفس المتهم صرح في وقت سابق بأن أوامر الدفع كان يستلمها من متهم آخر يدعى "ع• علي" الموظف في نفس الوكالة البنكية• وأكد بأنه لم يكن يعلم بأن أوامر الدفع تلك مزورة إلا بعد اكتشاف الثغرة المالية• كما صرح أنه لما واجه المتهم الرئيسي بالتحويلات المالية المشبوهة، اضطرب ولم يتمالك نفسه، إلا أن مدير الوكالة البنكية كان قد تردد في الاجابة عن الأسئلة التي وجهتها هيئة الدفاع له بخصوص تقديمه لشكوى ضد المتهم "ص• الحبيب" وليس ضد أمين الشباك "و•ج•د"، إضافة إلى سؤال حول رد فعله بشأن ما إذا كان قد اطلع على مضمون أوامر الدفع التي قدمها المتهم الغائب "ش•ه•نبيل" وهل كان ذلك قبل أو بعد اكتشاف القضية ؟