قسنطينة التي حملت في السبعينيات والثمانينيات مشعل أكبر التظاهرات السينمائية بملتقياتها العربية المميزة، منها على وجه الخصوص ملتقى السينما العربية وسينما المتوسط لم تعد تحمل من السينما سوى حصة إذاعية يجتهد فيها الزميل جمال حازرلي (سينيراما).. وعدا ذلك فمن يتحدث عن السينما ينظر إليه على أنه خارج نطاق عاصمة الشرق فالقاعات السبع مغلقة جميعها باستثناء القاعة المتواجدة بقلب المدينة "سينما الرمال" المشهورة باسم (روايال) التي تفتح حسب الأهواء ودون أدنى برنامج ويقتصر عرضها على أفلام الفيديو؛ أما الأنوار "لابيسي" بحي المنظر الجميل و"الفيرساي" بسيدي مبروك و"لولمبيا" بباب القنطرة وسينماتيك النصر وقاعة سيرتا.. فكلها مغلقة، وفيها من حوّل بعض أجزائها إلى مطاعم صغيرة دون احترام دفتر الشروط• وغير بعيد عن الروايال أبواب قاعة سينما سيرتا الواقعة بفندق سيرتا الكبير مغلقة هي الأخرى منذ أزيد من عشر سنوات نتيجة نزاع بين ورثة الشنتلي والفندق•. نزاع لم يحل رغم ولوجه أروقة العدالة ليبقى الغلق هو السيد• ويرى مدير الثقافة بقسنطينة الأستاذ الشاعر مصطفى نطور في لقاء جمعنا به أن مشكل سينماتيك "النصر" يتمثل أساسا في كون الأثاث من كراسي وغيرها التي تحويه القاعة لا يتماشى والمواصفات الأمنية، وأن الملف حملته وزارة الثقافة لإعادة وضع أثاث غير قابل للاحتراق. وتم تسجيل العملية الأسبوع الأخير فقط لإعادة تجهيز القاعة واقتناء الأثاث الضروري الملائم موضحا أن الوزارة استقدمت في 2004 آلات وأجهزة عرض للقاعة، لكن تبين أنها غير صالحة للعرض السينمائي داخل القاعة وإنما خاص بالعرض الخارجي عبر الحافلة (سيني بيس) مبرزا أن مصالحه بالتنسيق مع الوزارة بصدد وضع دفتر شروط لفتح القاعة في أسرع وقت ممكن، إضافة إلى كل ذلك فإن المدن الجديدة المنجزة حديثا على غرار علي منجلي بأعالي عين الباي، وماسينيسا بالخروب، لم تبرمج فيهما مشاريع قاعات سينما رغم الكثافة السكانية الكبيرة هناك ويكفي أنهما يجمعان أزيد من 200 ألف ساكن.. وهو ما يبرز أن مثل هذه المشاريع الثقافية تأتي في آخر حسابات المسؤولين.