سجل الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات في تقريرها لسنة 2008 "ارتفاعا متسارعا" في عمليات حجز مادة الكوكايين في القارة الإفريقية خلال السنوات الأخيرة، لا سيما في إفريقيا الغربية• وأمام التفاقم المذهل لهذه الآفة، التي تتخذ أبعادا خطيرة، حذرت الهيئة الدولية لمراقبة المخدرات من احتمال تحول إفريقيا إلى منطقة هامة لعبور وتخزين كميات كبيرة من هذه المادة• وأشارت الهيئة في تقريرها إلى أن "الكمية الإجمالية لمادة الكوكايين التي تم حجزها في إفريقيا قبل 2005 كانت تقارب طنا واحدا". وبالمقابل أوضحت الهيئة الأممية أنه "تم ما بين سنتي 2005 و2007 حجز ما لا يقل عن 33 طنا من هذه المادة الموجهة لأوروبا انطلاقا من إفريقيا الغربية، وهذا في عرض جزر الكناري والرأس الأخضر و غينيا بيساو". وأضاف التقرير أن هذه الآفة طالت العديد من بلدان خليج غينيا، لاسيما البنين وكوت ديفوار وغانا ونيجيريا وطوغو، وكذا الدول الواقعة غربا، مثل غينيا وليبيريا وموريتانيا والسنيغال وسيراليون• وحسب تقديرات ديوان الأممالمتحدة لمكافحة المخدرات والجريمة فإن "حوالي27 بالمائة (40 طنا) من الكوكايين المستهلكة سنويا في أوروبا تم تمريرها عبر إفريقيا الغربية"• وأشارت الهيئة الأممية لمراقبة المخدرات إلى أنه "بالرغم من أن مادة الكوكايين لا تنتج في إفريقيا إلا أن الارتفاع السريع لعمليات حجز هذه المادة في المنطقة خلال السنوات الأخيرة يعد مؤشرا على أن القارة في طريقها لأن تصبح منطقة هامة لتمرير وتخزين كميات كبيرة من الكوكايين القادمة من أمريكا اللاتينية و الموجهة لأوروبا"• وجاء في التقرير أيضا أنه "غالبا ما يتم عبر إفريقيا مرور قوافل محملة بمادة الكوكايين موجهة خصيصا للأسواق الأوروبية غير الشرعية"• وأضاف التقرير أن "عمليات الحجز المتزايدة التي تتم في عرض البحر بخليج غينيا وعلى مستوى القارة الإفريقية عامة تبين أن إفريقيا الغربية قد أضحت إحدى مراكز العبور الهامة للمتاجرة بالكوكايين القادمة من أمريكا الجنوبية في اتجاه أوروبا"• وسجل التقرير من جهة أخرى "ارتفاعا في الاستهلاك المفرط للكوكايين في بعض الدول المعنية بهذه الآفة، وكذا في المتاجرة بها عبر دول الساحل غير المطلة على البحر"• وأعربت الهيئة عن "بالغ انشغالها" إزاء هذا الوضع الجديد وأمام تفاقم هذه المشكلة التي "تهدد بشكل خطير استقرار و تنمية شبه الإقليم"• وأوضحت الهيئة أن "الإنتاج والمتاجرة والاستهلاك المفرط للقنب الهندي لا تزال تشكل مشاكل كبرى للقارة الإفريقية"، مشيرة إلى أن الأمر يتعلق ب"أكثر المواد استهلاكا في القارة، حيث يفرط أكثر من 42 مليون شخص في استهلاكها في المنطقة"• وأكدت هيئة الأممالمتحدة أنه "وفقا للتقديرات المتوفرة فإن القارة تضمن 26 بالمائة من الإنتاج العالمي للقنب الهندي"، مذكرة أنه "إذا كانت عشبة القنب الهندي تنتج بطريقة غير شرعية في مختلف البلدان الإفريقية فيبقى المغرب أحد أكبر منتجي القنب الهندي في العالم"• وأشارت إلى أن "القنب الهندي ينتج و يمرر بطريقة غير قانونية إلى إفريقيا ومناطق أخرى سيما نحو أوروبا وأمريكا الشمالية"• مطارات نيروبي وأديس أبابا لتسويق الهيروين الآسيوية وبخصوص مادة الهيروين، توضح الهيئة أن هذا النوع من المخدرات المنتج جنوب غرب آسيا يصل بطريقة غير شرعية إلى القارة الإفريقية "سيما عن طريق مطارات أديس أبابا و نيروبي"• وأضاف التقرير أن "المخدرات تعبر من إفريقيا الشرقية نحو أوروبا وأمريكا الشمالية إما بطريقة مباشرة أوعن طريق دول إفريقيا الغربية (سيما كوت ديفوار وغانا ونيجيريا) وإفريقيا الشمالية بدرجة أقل"• وحسب الهيئة فإن "الاستهلاك المفرط لمادة الهيروين أضحى مقلقا في بعض دول إفريقيا الشرقيةوالجنوبية، سيما جنوب إفريقيا وكينيا وزامبيا"• وأمام خطورة الوضع تدعو الهيئة الأممية "المجتمع الدولي سيما الأممالمتحدة إلى تقديم المساعدة المطلوبة والوسائل التقنية والمالية لدول غرب إفريقيا من أجل السماح لها بالتصدي لمشكل المتاجرة بالكوكايين والاستهلاك المفرط للمخدرات"• كما تدعو حكومات دول المنطقة إلى "اتخاذ الإجراءات اللازمة من أجل وضع حد لعمليات المتاجرة بالكوكايين والرشوة المترتبة عنها بالتعاون مع دول أخرى ومنظمات دولية"•