انتقد المرشح للانتخابات الرئاسية القادمة عن حركة الإصلاح الوطني، جهيد يونسي، سعي الحكومة إلى محاولة إقناع الشعب بإيجابية حصيلة رئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة في كل جوانبها، وأشار إلى أن الجميع يلمس يوميا ما لم يتحقق في عهدة بوتفليقة، مستندا إلى ما وصفه بكارثية الوضع الاجتماعي وتدهور القدرة الشرائية، بالإضافة إلى المشاكل التقليدية المعهودة، من أزمة السكن والبطالة وكذا وضع الحريات• ورغم أنه لم ينكر الجانب الإيجابي في إنجازات عبد العزيز بوتفليقة خلال عهدتين، إلا أنه تحدث بقناعة عن رغبة الجزائريين في التغيير بنسبة كاملة• وفي السياق، قال جهيد يونسي، أول أمس، خلال حصة "لقاء الخميس" للقناة الاذاعية الثانية، أن الرغبة في التغيير وراء إقدامه على الترشح للانتخابات الرئاسية وعدم تفضيل سياسة الكرسي الشاغر، معتبرا أن حركة الإصلاح الوطني ماتزال قوة سياسية على درجة من التنافسية، ويمكنها تحقيق نتائج ميدانيا• وفي حديثه عن الحركة، أكد يونسي على ضرورة عدم وزن الأحزاب وقياس رصيدها السياسي بعدد المنتخبين، ولكن بأفكارها ونشاطها في الميدان، مشيرا إلى وجود أحزاب لا تقل صفتها عن مجموعة من الناس التقوا على مصالح معينة، وبالنسبة له فإن حركة الإصلاح الوطني ليست هذا الحال، رغم الاهتزازت التي عاشتها وماتزال تعرفها كان آخرها استقالة رئيسها محمد بولحية واعتزاله السياسة بسبب الخلاف الذي انفجر عقب قرار يونسي الترشح للانتخابات الرئاسية• ولخص مرشح الإصلاح حديثه عن الحركة بالقول "وجودنا ثابت على الساحة السياسية، والإصلاح في طليعة الأحزاب من حيث الاقناع ومشاركتها في الانتخابات الرئاسية دليل على قوتها"، مشيرا إلى اتصالات مع شخصيات وطنية، رفض الكشف عن أسمائها، سبقت قرار ترشحه، وأضاف أنه حصل على دعم هذه الشخصيات ماليا ومعنويا وسياسيا• وفيما يتعلق بالانتخابات الرئاسية، قال جهيد يونسي إن برنامجه يتمحور حول عدد من القضايا، منها ترقية المصالحة الوطنية الى عفو عام، إن كان هذا الإجراء يضمن حقن دماء الجزائريين، واعتبر أن عدم تحقيق المصالحة الوطنية بكل أهدافها سببه توكيل تنفيذها الى "الاستئصاليين " وأصحاب نظرية "الكل أمني"• ودعا المتحدث إلى ما أسماه ب "مسح ديون السياسيين"، ويقصد بهم المنتمين سابقا الى الجبهة الإسلامية للإنقاذ، مؤكدا على ضرورة إرجاع الحقوق لكل من يحترم الدستور وقوانين الجمهورية ومنحهم فرصة ممارسة حقهم السياسي• وعن الشق الإقتصادي من برنامجه، قال يونسي إن الأولوية تكون لإعطاء الشباب فرصة تجسيد مشاريعهم من خلال منحهم قروضا دون فوائد، "قروض حسنة" ومرافقتهم في إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة بإنشاء مشاتل للمقاولات على مستوى البلديات • وتحدث عن ضرورة تشجيع البنوك الإسلامية في إعادة هيكلة القطاع المصرفي في الجزائر، الذي قال عنه إنه بعيد عن المقاييس الدولية• من جهة أخرى، اعتبر جهيد يونسي أن لقاءه، نهاية الأسبوع، مع ممثلين عن بعثة الاتحاد الإفريقي المكلفة بمراقبة الانتخابات الرئاسية كانت من باب التعامل مع الأمر الواقع، رغم رفض حزبه دعوة ملاحظين دوليين، لأن همهم ليس المراقبة، على حد تعبيره•