استقبل المترشح المستقل للرئاسيات القادمة، أمس، بزغاريد نساء بجاية، وألقى خطابه الانتخابي، الذي خصصه للحديث عن الأمازيغية والمرأة، أمام جمهور القاعة الزرقاء الذين كان من بينهم رجل الأعمال المنحدر من المنطقة إسعد ربراب، وقال إن هذه اللحظة تذكره "بالضحايا الذين سقطوا بهذه المنطقة سنة 2001"، أي ضحايا الربيع الأسود المقدر عددهم ب 126 ضحية. وواصل بوتفليقة، الذي يزور ولاية بجاية لثاني مرة كمترشح للرئاسيات، بعد نزوله بها في سباق رئاسيات 2004، أن كل الجزائريين أمازيغ من شرقها إلى غربها ومن شمالها إلى جنوبها. وقال إن حب الوطن هو الأسمى والأساس لكل الجزائريين وفوق أية اعتبارات "كأمازيغ نموت على الجزائر وكعرب نموت على الجزائر". وأوصى المترشح سكان منطقة القبائل بالتصويت بقوة يوم الاقتراع المقرر في 9 أفريل القادم، واعتبر ذلك ضروريا لتأمين مكانة الوطن في المجموعة الدولية، لأن الاستحقاق القادم يتعلق برئاسيات وليس محليات أو تشريعيات. وحتى وإن تحاشى الرئيس المترشح التطرق إلى الأصوات الداعية إلى مقاطعة الانتخابات، باعتبارها تسيطر سياسيا على المنطقة، إلا أنه عبر عن ذلك بطريقته الخاصة من خلال دعوته لضرورة التصويت وبقوة يوم الانتخابات الرئاسية القادمة. واستعمل بوتفليقة نبرة اللوم في الحديث مع سكان منطقة القبائل، انطلاقا من ولاية بجاية في موضوع هزالة نسب المشاركة الانتخابية، التي اعتادت المنطقة تسجيلها على وجه الخصوص في الانتخابات التشريعية والرئاسية، وخاطبهم قائلا "هذه الجزائر تغيبتم عنها قليلا، انتظرناكم كثيرا، لكن تغيبتم «شوي»"، حيث قاطع العديد من السكان الصندوق في رئاسيات 2004 بسبب عدم مشاركة زعيم الأفافاس، الدا الحسين، ولم يكن دخول سعيد سعدي كمرشح للأرسيدي كافيا لفتح شهية سكان منطقة القبائل للمشاركة. وتأتي دعوة بوتفليقة سكان منطقة القبائل لأداء واجبهم الانتخابي أيضا في سياق الرد على الأصوات الداعية لتطليق الانتخابات الرئاسية، حيث حث سعيد سعدي منتخبيه ومناضلي الحزب بتحسيس المواطنين بعدم المشاركة الانتخابية، كما صبت رغبة الأفافاس في نفس الصدد، بل ولم يكتف بهذا، حيث امتدت صيغ احتجاجه ولأول مرة إلى حد تنشيط ما يعرف في أدبيات الحزب بالمقاطعة النشيطة، المبنية على إقناع المواطنين بعدم المشاركة في الانتخابات، وتنشيط حملة مقاطعة عبر المدن والقرى والمداشر. وقال بوتفليقة إن مشاكل منطقة القبائل هي نفسها، مشاكل أي مواطن جزائري، وحصرها في السكن، الكهرباء، الماء، الغاز والصحة، وهذا قصد غلق المنافذ على الأطراف التي تتخذ من الأمازيغية وسيلة لتحقيق أهداف معينة، وأشار "من مصلحتنا أن نتكلم لغة واحدة". كما وعد ولاية بجاية ببرنامج خاص، وأضاف أنه سيكون بالمرصاد للإدارة والأحزاب السياسية من أجل إعطاء المرأة حقوقها. والمميز في خطاب بوتفليقة، في اليوم السابع من حملته الانتخابية، هو عدم تطرقه تماما إلى الملف الأمني ولا للمصالحة الوطنية بعدما انتقد في جميع تجمعاته السابقة الجماعات المسلحة والتائبين والتيار السلفي بالجزائر، وقطع آمالهم في العودة للساحة السياسية مجددا، أو في الحصول على مزيد من الحقوق. وبولاية جيجل، حظي، المترشح باستقبال مميز بكل من شارعي ابن باديس والأمير عبد القادر، لكن ما أثار الانتباه خلال هذا الاستقبال هو وجود لافتات كتب عليه "بوتفليقة مرشح العمال". مبعوثة الفجر إلى بجايةوجيجل/ شريفة. ع