أكدت الاحصائيات أن التجاوزات الخطيرة وفقدان السيطرة على السيارة أثناء السياقة بعد استعمال قطع غيار مقلدة، والتي تفقد توازن السائق خلال السرعة المفرطة في قيادة المركبة، هي أولى الأسباب في حوادث المرور، حيث أحصت ذات الجهة 40481 حادث مرور خطير سنة 2008 أودى بحياة الكثير من المواطنين والمسافرين، وذلك بزيادة تقدر ب4,3 بالمائة عن سنة 2007 التي تم إحصاء بها 3118 قتيلا و38222 جريحا ل28422 حادث• من جهتها أحصت مصالح الحماية لمدنية بوهران 1282 تدخلا خلف 68 حالة وفاة و1399 جريحا، وخلال شهر جانفي الفارط من السنة الجارية تم تسجيل 88 تدخلا تسبب في إصابة 93 شخصا بجروح متفاوتة الخطورة ووفاة 10 أشخاص، و في شهر فيفري سجل 84 تدخلا و102 جريح و9 قتلى• وبالمقارنة بالفترة من السنة الماضية فإن حصيلة هذه السنة تعد مرتفعة خاصة في عدد القتلى، الأمر الذي بات يدق ناقوس الخطر بعدما أصبحت الطرقات تحصد أرواح الأبرياء من الأشخاص• قطع الغيار في صدارة التجارة المقلدة أعلنت في ذات السياق مجموعة من المستوردين الموزعين لقطاع الغيار للسيارات بالولاية أن 45 بالمائة من قطع الغيار الموجودة في السوق اليوم تعتبر مقلدة، من نوع ''طايوان''، والتي زادت في ارتفاع عدد حوادث المرور وعدد القتلى خاصة أصحاب السيارات من ممتلكي أنواع بيجو ورونو، والتي يتم بيعها عادة بدون ضمانات ولا فواتير، وتعرض كثيرا في الأسواق السوداء• من جانب آخر أكد المدير الجهوي للجمارك السيد بن حليمة حداد، عن حجز 21 سيارة بميناء وهران والتي حاول أصحابها إدخالها إلى التراب الوطني من الحجم الكبير كانت محملة بأزيد من 1373 علبة قطع غيار مستعملة وقديمة ليعاد بيعها في الأسواق الوطنية وبالتالي الزيادة في حوادث المرور• في الوقت الذي يعتقد فيه البعض من المتعاملين أن أسواقنا المحلية مزبلة أسواق ومحلات أوروبا بالقطاع الغيار، وذلك ما يتعارض وقانون المالية 2007 الذي يمنع دخول مثل هذه السلع إلى الأسواق• أوضح المكلف بالاعلام بالمديرية العامة للجمارك، السيد طانم، أن نسبة 28,32 بالمائة من القطاع الغيار متواجدة في الأسواق تعد مقلدة، وتشكل خطرا كبيرا على سلامة وأرواح السائقين، وبذلك تحتل قطاع الغيار المقلدة المرتبة الأولى تليها مواد التجميل المقلدة بنسبة 20 بالمائة ثم المواد الكهرومنزلية بنسبة 17 بالمائة، الأمر الذي دفع بالمديرية إلى تكوين أعوان مختصين في نوع ماركات قطاع الغيار خاصة من نو ع بيجو، وهذا بالتنسيق مع شركات عالمية في صناعة قطاع الغيار، وهذا حفاظا على سلامة أصحاب المركبات الذين أصبحوا عرضة للكثير من المخاطر• دبي وتركيا والصين•• المصدّر الأساسية لقطع الغيار المقلدة أكد في سياق آخر، مدير قسم المبيعات بشركة خاصة لبيع قطع الغيار، أن غياب المراقبة من قبل مصالح الأمن فسحت المجال أمام بعض الباعة الفوضويين الترويج لهذه السلع وفتح محلات دون سجلات تجارية والتدليس في بيع قطع الغيار المقلدة، وذلك ما يتواجد اليوم بمحلات حي شطيبو بوهران، والذي أصبح قبلة لكل أصحاب السيارات من الذين يبحثون عن قطاع الغيار، والذي يعرض بأثمان رخيصة وأيضا بحي الحمري وبباب الزواز بالعاصمة• وقد تم إحصاء مؤخرا أزيد من 85 مستورد ينشطون بطريقة غير شرعية ويقومون بجلب القطع المقلدة من غير بلدانها الأصلية مثل فرنسا وألمانيا وايطاليا وأمريكا واليابان، ومن الشركات العالمية لتوزيع قطاع الغيار التي توزع متوجاتها بصورة قانونية وبجودة عالية بعيدا عن التحايل والتجاوزات ومنها شركة ميشلان وفاكوم وغيرها ويقدر عددها ب26 شركة دولية متخصصة في بيع قطع الغيار الأصلي• فيما يضيف محدثنا أن أغلب قطع الغيار المقلدة والمستوردة يتم جلبها من أسواق دبي والصين وتركيا ودن أية فواتير أو ضمانات، وبالرغم من ذلك تشهد إقبالا كبيرا عليها من قبل أصحاب السيارات نظرا لانخفاض أسعارها دون أن يدركوا خطورة ذلك على أرواحهم••• في الوقت الذي نعاني منه غياب شركات مختصة تقوم بصناعة قطع الغيار والتي تخضع لاجراءات من قبل مصالح التجارة التي تفرض إجراءات قانونية لدخولها الى أسواق المدينة منها الوسم والبلد المصدر، وذلك من أجل تضييق الخناق على المستوردين من مافيا السوق السوداء الذين يجدون دائما ثغرات ينفذون منها•• في غياب الوعي لدى المستهلك ونقص الرقابة الحقيقية من قبل مصالح التجارة الخاصة بمراقبة النوعية ومحاربة الغش، وذلك في غياب إمكانيات العمل ونقص التكوين• غياب الرقابة يساعد على تجارة قطع الغيار المقلدة سجلت في هذا الصدد مصالح أمن الطرقات بأمن ولاية وهران 2008 نحو 517 حادث مرور خلف 46 قتيلا و584 جريحا، وكذلك 3 قتلى شهر جانفي الفارط من السنة الجارية، و63 جريحا و62 تدخلا• وقد أرجع مسؤول المصلحة هذا ارتفاع في حوادث المرور إلى الزيادة في عدد السيارات والتهاون في السياقة وعدم التحكم في المركبة• أما سرية الطرقات لمجموعة الدرك الوطني بالولاية فقد أحصت 1076 حادثا خلف 133 قتيلا و850 جريحا وب5 حوادث مميتة شهر جانفي وب9 قتلى شهر فيفري الماضي سنة .2009 وأمام تضارب الأرقام بين المصالح وخطورة الوضع والتزايد المستمر في حوادث المرور، رغم الإرشادات والتوصيات للحد من الظاهرة، إلا أن الجهات الأمنية المختصة لا تستبعد الدور الكبير في ارتفاع الحوادث إلى استعمال قطاع الغيار المقلدة والطايوان وكذا المستعملة، والذي يزيد في منحى حصيلة الحوادث التي باتت تحصد أرواح الأبرياء وتحول الطرقات إلى مجازر، الأمر الذي بات يتطلب رقابة صارمة علي مستوى الموانئ والحدود لمنع تسرب قطع الغيار المقلدة إلى الأسواق الوطنية التي أصبحت مفتوحة للترويج لتجارتها في غياب المصالح المختصة•