للموضوع زوايا تلحّ على استعراض مفاتن الحيرة بشدة وتدعنا قاب سهمين أو أحدّ؛ من رمي القوس بعيدا إعلانا عن فشل سياسة النقاشات -التي اعتدنا عليها منذ سنوات- الخاصة بطرح هذه القضية الشائكة•• الإعلام الأمازيغي في الجزائر نقطة ضامرة بكل أسف في المسار الإعلامي منطلقا من عدة نقاط بارزة أهمها إشكالية المثقف الأمازيغي؟ هوية هذه الثقافة داخل نطاق عالمية الفكر والفن فيما يعرف بالحداثة وما بعد الحداثة ؟ هل نحن فعلا ننقاش القضية أم نصفها فقط باعتبارنا وبكل جرأة خارج وعينا كوننا أمازيغيين أم لا؟ منذ أيام صفعنتي القناة الفضائية التي خصتها الجهات المسؤولة مشكورة فضاء للثقافة الأمازيغية لسانا وموروثا ••فوجئت ببرنامج عتيق كان قد بث على شاشة القناة الأرضية منذ سنوات باللغة العربية يعاد بثه على ''الفضائية'' باللغة الأمازيغية تساءلت: القضية إذن قضية ترجمة•• قضية كلمات نحفظها عن اللسان الأمازيغي ثم نقول إننا وبكل حرية تعبير وبكامل وعيينا منفتحون على ثقافة هي منا ونحن منها•• أية سخافة هذه التي جعلتني أفكر أن غير هذا قد يحصل• بكل تواضع اسمحي لي أيتها الجهات الخبيرة في ممارسة الانفتاح الثقافي أن احتواء فكر ضخم ومعقد - بمفهومه الإيجابي- كالفكر الأمازيغي أعمق بكثير من مجرد الترجمات أو حتى إقامة استعراضات سطحية تشوّه أكثر مما تبرز وتعرّف؛ الأمازيغية حضارة من حائها إلى تائها المربوطة، مجتمع زاخر نعيش معه ونجهل عنه الكثير رغم أنه يعلم عنا الأكثر•• لكننا في إطار ''الإصلاحات التربوية والثقافية'' التي تشهدها دار لقمان نتعلم كيف تحدث الشروخات والحجوزات واللاتواصل، وهي مشكلة في كامل الوطن المغاربي الذي يعج بعديد اللهجات والعادات الأمازيغية وإن كانت الجزائر خاصة في السنوات الأخيرة وضعت في رزنامتها الحكومية قرارات سياسية من شأنها أن تعيد بعض ماء الحياة للوجه الأمازيغي الشّاحب لكن الأمر يبقى زاحفا على ظهره، لأن الإجابات عن سؤالات فترة الدهشة السابقة التي كادت أن تجر البلاد إلى حافة السواد لا تزال تعكر تراكماتها كل مبادرة غير مرضية النتائج للطرف الأمازيغي والذي علينا اعتباره جزءا منّا كونه رافدا هاما من ورافد الفكر والثقافة الجزائرية حتى وإن كان تحليل جيناتنا يبرز انتماءنا العربي أو•• أو الغجري••أو المغولي•• غير أن بعض الممارسات ''مسعولة'' ••أصابها زكام التمويه غير المدروس بضربة جليد من عيار الجمرة الخبيثة•• فما معنى أن تكون هناك قناة فضائية أمازيغية أو حصص تراثية أو ملتقيات أو كتب أو جرائد حتى؛ أمازيغية القلم والفكر لا أستطيع قراءتها ولا التواصل وإياها؟؟ هل الثقافة الأمازيغية فعلا مجرد تراث شعبي حسب ما يروج له الإعلام عندنا ؟ أتبقى رغم زخمها الذي نقرؤه مترجما ملغاة من السّجلات العالمية••؟ أظنّ -والعهدة على علامات الاستفهام - أننا سنبقى أمّيين باعتبار أن الأمازيغية أصبحت مقياسا تعليميا في بعض المناطق دون غيرها، وباعتبار وجود صحفيين مطلوبين بالاسم لتنشيط ''الصحافة الأمازيغية'' وأساتذة وطلبة•• وبائعو كبريت•• وحرّافة أيضا•• شر البلية ما يضحك •• لكنني وجدت لاسم العائلة أصولا عراقية فقلت بكل رجعة•• الحمد لله الأمر لا يعنيني•• وإنه ليعني•