أحدث المتهم في محاولة تفجير مطار لوس أنجلس سنة ,1999 الجزائري محمد رسام، أزمة بين أوتاوا وواشنطن، بعد التصريحات التي أدلت بها وزيرة الأمن الداخلي الأمريكية، التي أشارت فيها إلى رغبة واشنطن في تشديد الإجراءات الأمنية على حدودها مع كندا، ما اعتبرته أوتاوا تلميحا للمتهم محمد رسام، الذي عبر الحدود وحاول القيام بعملية إرهابية داخل الأراضي الأمريكية، ومن ثمة اتهامها بتهديد الأمن الأمريكي• ذكر، أمس، وزير الأمن العام الكندي، بيتر فان لوان، أن وزيرة الأمن الداخلي الأمريكي، جوليت نابوليتانو، كانت على دراية تامة خلال لقائه بها في مارس الماضي وفهمت بوضوح أنه لم يعبر أي من إرهابيي 11 سبتمبر الحدود الكندية باتجاه الولاياتالمتحدة، وأنه أوفد مبعوثيه الى مكتبها مباشرة بعد إدلائها بتصريحات بشأن هذه القضية لهيئة الإذاعة الكندية لتوضيح الأمر، وأصبحت سلطات واشنطن على دراية تامة، ورغم إثارتها للقضية من جديد في الأيام السابقة، فإن السلطات الكندية تعيد تصحيح الخطأ المرتكب من طرف الوزيرة الأمريكية• وأضاف المسؤول الكندي، فان لوان، أن وزيرة الأمن الأمريكية، نابوليتانو، كانت تتحدث عن أحد المتهمين الذي اعتقل في سنة 1999 أثناء عبوره الولاياتالمتحدة قادما من كندا، في سيارة كانت تحمل كمية كبيرة من المتفجرات بغية وضعها في مطار لوس أنجلس يوم 31 ديسمبر ,1999 عشية الاحتفالات العالمية بالألفية الجديدة، وحكم عليه سنة 2005 بالسجن 22 عاما بتهمة التخطيط لتفجير مطار لوس أنجلس في محاكمة شدت إليها أنظار العالم• وذكرت تقارير من أوتاوا أن القلق ساد السلطات الكندية، حين قالت الوزيرة الأمريكية ، نابوليتانو، في تصريحها ''ترغب واشنطن في تشديد الاجراءات الأمنية على الحدود التي أصبحت تشغل الشركات الاقتصادية وتتخوف من عرقلة التدفقات التجارية الحيوية، وأنه فيما يتعلق بدخول إرهابيين إلى الولاياتالمتحدة أو إرهابيين مشتبه بهم أو معروفين، فقد كان ذلك عبر الحدود الكندية، وأن بعض مرتكبي هجمات 11 سبتمبر سنة 2001 عبروا إلى الولاياتالمتحدة من كندا''، وهو ما اعتبرته كندا إشارة واضحة الى اتهام السلطات الأمنية الكندية بالتساهل في تعاملها مع العابرين نحو الولاياتالمتحدةالأمريكية عبر الحدود البرية المشتركة، وفهمه وزير الأمن العام الكندي، بيتر لوران، حين رد على التصريحات الأمريكية قائلا '' إن نابوليتانو تقصد بتصريحها الكندي محمد رسام ذو الأصول الجزائرية، أثناء محاولة عبوره الحدود المشتركة بين البلدين بسيارة معبأة بكمية كبيرة من المتفجرات بهدف تفجير مطار لوس أنجلس''• ويرى المراقبون أن رجوع الولاياتالمتحدةالأمريكية الى قضية محمد رسام من جديد يوحي إلى التخوف الكبير الذي ينتاب واشنطن جراء التهديدات التي يطلقها تنظيم القاعدة من حين لآخر وكذا التغير الكبير في السياسة الأمنية للرئيس الجديد أوباما، المتجهة نحو تعزيز الأمن الداخلي على حساب التدخل الخارجي لمختلف مصالح الأمن الأمريكية، التي أصبحت تعاني في عدة مناطق من العالم، وأن قضية محمد رسام ما هي إلا قضية أثارتها واشنطن لدفع جيرانها لمزيد من الحيطة والحذر لتحصين حدودها، والتي تهدد بإشعال فتيل أزمة ثقة حقيقية بين واشنطن وأوتاوا•