قدم موسم الصيف، وبدأت ظاهرة الحرفة تتعاظم ولم تنفع الإجراءات التجريمية العقابية التي سنتها الحكومة والبرلمان لمنع الحرفة ! بل بالعكس، أحس الحرافة بمزيد من الظلم•• لأن الحكومة تعاقبهم لأنهم تركوا لها البلد وهربوا عبر البحر! أحد الحرافة قال لي في الهاتف: إن الحكومة لا تعرف ما نعانيه نحن البطالون الشباب كمشاريع ناضجة للحرفة، فالحكومة يتنقل وزراؤها وأبناء وزرائها ونساؤهم بجواز سفر ديبلوماسي لا يحتاج حتى إلى الفيزا•• في حين نمنع نحن من التحرك بطريقة رسمية•• ونعاقب عند تحركنا للحرفة وفق الطريقة غير الرسمية! إذا كانت الحكومة فعلا جادة في محاربة الحرفة، عليها أن تعمل على توفير الشغل للشباب•• وإلا عليها أن تمنح لهم جواز سفر ديبلوماسي ليحرفوا به بكرامة، كما يفعل وزراء حكومة الجزائر وأبناؤهم! وعندما سألت هذا الشاب: لماذا تكن هذا العداء للحكومة؟! قال لي بحسرة: السلطة حولت البلاد بأكملها إلى ملكية خاصة لرجال السلطة وحدهم! وتريد اليوم أن تحولنا إلى أقنان فوق هذه الأرض التي يملكها رجال السلطة وحدهم! نحن نرفض أن نبقى أقنانا ونريد أن نتنفس الهواء مثل شباب العالم! فنحن مازلنا في نظام الإقامة الجبرية الذي سنه نظام الحزب الواحد•• لكن نظام الأمس أفضل من نظام اليوم لأنه لم يستغل الشباب كأقنان!