كشف المدير التنفيذي للهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث، عبد الحق مكي، أن 500 ألف طفل جزائري دون 13 سنة لا يتابعون دراستهم، مقابل 150 ألف طفل من نفس الفئة العمرية لا يدرسون• وأرجع المتحدث، أمس، خلال مائدة مستديرة حول وضع الطفل في الجزائر احتضنها مقر يومية المجاهد، سبب عزوف الأولياء عن تدريس أبنائهم إلى الظروف الاجتماعية والاقتصادية التي يتخبطون فيها وطبيعة المنطقة التي يسكنون فيها• كما أشار السيد مكي إلى أن الظروف الأمنية خلفت آثارا على المجتمع وكانت سلبية، خاصة على واقع الطفل في الجزائر، ما أدى بهذا الأخير إلى الانحراف أكثر نحو العنف والجريمة• من جهتها، أرجعت مديرة مكتب الطفولة وجنوح الأحداث بمديرية الشرطة القضائية، العميد خيرة مسعودان، سبب تنامي الجريمة بين الأحداث إلى عدم قيام مؤسسات المجتمع بدورها وعلى رأسهم الأسرة التي أخلت بدورها التربوي• وكشفت هي الأخرى عن إحصائيات لا تقل خطورة عما سبق، حيث سجلت مصالح الشرطة القضائية في الفترة الممتدة بين جانفي وماي من السنة الجارية، 805 اعتداءات جنسية على القصر، بحيث لا يمر يوم دون تسجيل حالات مماثلة• وتفيد المتحدثة أنه لا توجد فئة معينة تقوم بالفعل المخل بالحياء ضد القصر، حيث تورط في مثل هذه القضايا معلمون وأئمة وجامعيون وبطالون ممن سولت لهم أنفسهم الانحطاط لهذا المستوى، إضافة إلى 1068 حالة ضرب عمدي على أطفال• كما أشارت العميد مسعودان إلى إنقاذ 1677 طفل معرض لخطر معنوي، تم إرجاع 1285 إلى أهلهم وتوجيه 311 طفل من طرف قاضي الأحداث لمراكز مختلفة لعدم معرفة هويتهم• ومن جهته، دعا السيد مكي إلى إنشاء مراكز للتكفل بالأطفال ضحايا العنف على غرار مركز بن طلحة، الذي أنشئ عام 1998 واستقبل 133 طفل مصدوم تم التكفل بهم نفسيا على مستوى المركز، حيث أن 55 بالمائة منهم خرجوا من الأزمة النفسية واستطاعوا إكمال مشوارهم الدراسي•