أفاد ذات الإطار البنكي بوكالة عين مليلة للقرض الشعبي الجزائري ل''الفجر'' أنه منذ حادثة بنك الخليفة تغيرت نظرة الناس في عين مليلة للبنوك، على غرار بقية الجزائريين، فأضحى مستوى إسهام وإقبال المواطنين على إيداع أموالهم في البنوك ضئيل جدًا، ''ونلمس بصورة تدريجية أن نسبة الأموال المودعة بالبنوك قلت منذ سنة 2005 ووصلت إلى أضعف مستوياتها خلال 2007 و..''2008 يضيف المتحدث• ورغم أن إيداع الأموال في البنوك يحافظ على المال وينميه من خلال نظام الفوائد والاستثمار، إلا أن نسبة قليلة من المواطنين يُبادر إلى إيداع أمواله بالبنوك• بعض سكان عين مليلة من ذوي الدخل المتوسط يعمدون إلى شراء الذهب والعقارات ذات الأسعار المناسبة كوسيلة تقليدية لادخار أموالهم عوض إيداعها في البنوك، لعدم ثقتهم في هذه الأخيرة• سألنا السيد (سليمان•د) إن كان لا يخاف من انخفاض أسعار الذهب الذي يقتنيه كوسيلة لادخار أمواله، فأجابنا أن كل شيء ينخفض ثمنه في هذا العالم إلا الذهب فهو في ارتفاع دائم، وحتى ولو انخفض ثمنه فالمهم بالنسبة له هو بقاء أمواله بين يديه عوض إفلاتها نهائيًا منه لوأودعها في بنك من البنوك•••! أما تاجر العقارات (فيصل•ش) فيعتقد أن أفضل طريقة لادخار الأموال هي في شراء العقارات بأنواعها وبعد مدة زمنية قصيرة يبيعها بأثمان باهظة ''لأن العقار شيء ثابت لا خوف عليه من الضياع أوالتلف، وهو مع مرور الزمن يزداد ثمنه ارتفاعًا مثل التحفة الأثرية كلما كانت عتيقة ازدادت قيمة وثمنًا''• بنوك منزلية•• آخر صيحة في عين مليلة! يكشف محاسب مالي في ولاية أم البواقي ل ''الفجر'' أن حتى رجال أعمال وأثرياء وكبار تجار عين مليلة أصبحوا يرفضون إيداع أموالهم المقدرة بالملايير في البنوك، وأنهم أصبحوا يمتلكون بنوكا بأتم معنى الكلمة داخل منازلهم• وأضاف أن هناك غرفا حديدية عملاقة مزودة بأحدث النظم التكنولوجية تتواجد في منازل الكثير من أثرياء ورجال أعمال المدينة• وأشار المتحدث إلى أن هناك رجل أعمال بالمدينة جلب خبراء بنكيين من سويسرا خصيصًا للإشراف على إنشاء بنكه المنزلي الذي يضاهي البنوك العالمية الكبيرة• ولدى اتصال ''الفجر'' ببعض رجال الأعمال الذين يملكون بنوكًا منزلية، كانت أراؤهم متباينة•• فرجل الأعمال (عمار•ج) يعترف بالاحتفاظ وتخزين أمواله بمنزله تجنبًا لأي طارئ غير سار، مثلما حدث له منذ ثلاث سنوات عندما خسر أكثر من 10 ملايير سنتيم جزائري كانت مودعة ببنك الخليفة، ويقول أنه مستغنٍ عن الفوائد الممنوحة من طرف البنوك التي هي ضعيفة أصلًا• أما الحاج (بشير•ز) فيقول إنه مطمئن طالما أن أمواله في حضنه وليست بعيدة عنه، وأنه لن يفكر بعد الآن في إيداع أمواله بأي بنك جزائري عمومي أو خاص، ولأن له تجربة مريرة مع بنك الخليفة حيث خسر أموالا معتبرة فيقول أن المؤمن لا يُلدغ من الجحر مرتين• فيما يعتقد رجل الأعمال (علاوة•ح) أن احتفاظ المرء بأمواله داخل منزله أفضل وأكثر أمنا من إيداعها في البنوك، وعندما سألناه إذا كان لا يخاف على أمواله المكتنزة بمنزله من السطو واللصوص، كشف لنا أن منزله مزود بأحدث أجهزة الحماية والإنذار قد لا تجد مثيل لها حتى في بعض البنوك الجزائرية إلى جانب حراسة أمنية مشددة و مميزة• بعد ذلك اتصلت ''الفجر'' ببعض البنوك لمعرفة رأيها في الموضوع، وفي هذا الصدد يقول (سليم•م) إطار في وكالة عين مليلة لبنك الفلاحة والتنمية الريفية ''في الواقع هناك انخفاض نوعي في نسبة الأموال المودعة على مستوى الوكالة البنكية وذلك منذ حوالي ثلاث سنوات، لكننا لا نعرف السبب الرئيسي في ذلك، خاصة وأن هناك عملاء دائمون للوكالة كانوا يودعون أموال طائلة، لكنهم منذ فترة أصبحوا يسحبون أموالهم بشكل مذهل وهستيري، ولأننا لا نتدخل في شؤونهم الخاصة، تبقى الأسباب مجهولة لدينا''• وعن البنوك المنزلية التي صارت موضة لدى أثرياء ورجال أعمال مدينة عين مليلة، يقول الإطار البنكي إنه لم يرى مثل هذه البنوك بعينه لكنه سمعت بها كغيره من سكان الولاية، وهي موجودة بشكل فعلي، مشيرا إلى أن بعض زملاءه في البنك استقالوا من عملهم والتحقوا للعمل لدى بعض رجال الأعمال الذين يملكون بنوكًا منزلية بسبب الرواتب الشهرية المغرية، ''وأعلموني بأن تلك البنوك المنزلية تضاهي أكبر البنوك العالمية من حيث التسيير والإدارة''• أما (لطفي•س) الإطار البنكي بالقرض الشعبي الجزائري فقد فاجأنا عندما كشف لنا أن رجال أعمال من العيار الثقيل في مجال الاستيراد والتصدير يتعاملون فيما بينهم ويقومون، بإقراض بعضهم البعض من خلال البنوك المنزلية في سابقة هي الأولى من نوعها• 10 آلاف مليار سنتيم متداولة بين المواطنين بعيدًا عن البنوك يرجح محاسب مالي بعين مليلة أن حركة الأموال المتداولة بين المواطنين في هذه المنطقة تقدر ب10 آلاف مليار سنتيم سنويًا، وذلك بعيدًا عن أعين البنوك، وأن هذا المبلغ المالي الضخم تقريبي، ويعتقد أنه أكبر من هذا بكثير• وتنحصر مجمل النشاطات التجارية بالمدينة في استيراد أي شيء وكل شيء من قطع الغيار إلى العملات الصعبة•