الزائر لبلدية خيري واد العجول سينبهر بلا شك لهدوئها التام، وهذا لانحصارها بين الشريط الساحلي والغابات الكثيفة، إضافة إلى تذيلها ترتيب بلديات الولاية من حيث عدد السكان الذي لا يتعدى 6000 نسمة، أغلبهم يعتمدون في نمطهم المعيشي على الزراعة والرعي إضافة إلى صيد الأسماك• فيما يجد كثير من تجار المنطقة الموسمين ضالتهم في فصل الصيف بالنظر للعائدات والأرباح التي يحققونها، جراء تقديم خدمات الإطعام للمصطافين على مستوى محلاتهم المنتشرة بوسط المدينة وعلى شواطئها• وبالرغم من جهود السلطات الولائية لتجهيز وتوفير كافة الشروط الضرورية لضمان راحة المصطافين ببلدية خيري واد العجول المتاخمة لإقليم ولاية سكيكدة، على غرار بناء مقرات للدرك الوطني والحماية المدنية وتشييد خزانات مائية وتنصيب مخيمات وتعبيد كل المسالك والطرقات المؤدية للشاطئ، إلا أن كل ذلك يبقى حسب المعلومات التي استقيناها من المواطنين والمصطافين مجرد تحضيرات صيفية روتينية لا معنى لها أمام التهميش الفاضح واللامبالاة الذي يشهدها أشهر معلم سياحي بالمنطقة المتعلق بالبحيرة، والتي كانت منذ سنوات خلت مصدر راحة العائلات والمصطافين الذين يقصدونها من كل صوب وحدب• وحسب ما تكشفه المعلومات التي صرح بها مواطنون يقطنون بالمنطقة ل''الفجر'' وكذا الزيارة التي قادتنا إلى هذه البحيرة الذائعة الصيت بالشرق الجزائري، فإن هذه الجوهرة السياحية في طريق الزوال بسبب تهميش السلطات المعنية لها، رغم أنها مصنفة كمحمية طبيعية بالنظر لموقعها الرائع والخلاب إذ تتوسط الرمال الذهبية للشاطئ ووادي العجول وغابات ونباتات نادرة تغطي سطحها الجميل كل أصناف الطيور المهاجرة• وصار حال بحيرة بني بلعيد الفريدة بالولاية جيجل سيئا للغاية إلى حد حنين مواطني البلدية وتشوقهم لرؤيتها في صورتها القديمة الزاهية التي كانت تميزها في الماضي، فكل معاول الهدم الطبيعية والبشرية تكالبت عليها لمحوها من خريطة المعالم السياحية بالولاية، بعد أن تسبب زحف رمال الشاطئ في تقليص مساحتها وإقدام أناس من ذوي النفوذ على قطع الأشجار المحيطة بها أمام أعين أعوان محافظة الغابات، ناهيك عن حملات الإبادة التي تعرضت لها أغلب طيورها على يد صيادين تفننوا في معاداة المحيط والبيئة، ولولا صدور القوانين المانعة لاستعمال الأسلحة والذخيرة بشكل عشوائي لقضي أمر هذه البحيرة التي تظل في حاجة لحماية الهيئات العليا المكلفة بالدفاع عن البيئة اليوم قبل غد•