كشفت مصادر أمنية غربية أن تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يعيش حالة تشنج كبير بين قيادييه حول زعامة التنظيم، بعد أن أصبح الاتصال فيما بين عناصره صعبا، جراء الحصار الذي تعرفه في مختلف المناطق، سواء منها الصحراوية أو الساحلية، وأن العناصر الأجنبية في شمال مالي أخذت زمام القيادة دون إشراك أمير التنظيم الإرهابي المدعو، عبد المالك دروكدال• وذكر مسؤولون غربيون أن الوضع القائم داخل تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي يوحي بوجود منافسة شرسة بين قياديين في شمال مالي، مضيفة أن العناصر الأجنبية التابعة لإمارة الصحراء بقيادة الإرهابي أبو زيد، انقسمت بدورها إلى فوجين، يقود الآخر منه الإرهابي المدعو يحي جوادي، بعد أن انضم إليها عدد من العناصر الأجنبية التي أصبحت تفرض رأيها فيما يتعلق بديمومة التنظيم أو العلاقات الخارجية أو عمليات التمويل، خاصة بعد المفاوضات التي أدت إلى الإفراج عن الرعية السويسري يوم الأحد بقيادة إرهابي تونسي، حسب المصادر المحلية في كيدال، شمال مالي، ما أوحى إلى البعض بأن العملية تتم بالتستر على بعض القياديين، وبالأخص بعيدا عن أعين الأمير دروكدال، ولدت حالة من التشنج، وصفته مصادر مراقبة للوضع الأمني بحرب زعامة تعصف بالتنظيم إلى الانقسام والتشتت المؤدي إلى ظهور عصابات مستقلة قليلة العدد تمارس الاختطاف والابتزاز والتهريب• وتضيف المتخصصة في شؤون إفريقيا بخدمة البحث بالكونغرس الأمريكي، لورن بلوتش، أن الإيديولوجية المتطرفة والفكر الدموي لعناصر تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، أصبحت غير مرغوب فيها في منطقة دول الساحل، ولن تحصل على تعاطف من سكان المنطقة، موضحة أن الحصار الذي فرضته قوات الجيش الجزائري في منطقة الصحراء داخل البلاد زادت من ضعف مجال نشاط التنظيم، وأصبح معزولا في وسط الصحراء، ودفع القياديين إلى اتهام بعضهم البعض وإلقاء اللائمة فيما بينهم، خاصة مع تزايد أعداد الأجانب الذين يحاولون خطف القيادة من المدعو دروكدال والاستيلاء على التنظيم الإرهابي بعد أن فتحه على تنظيم القاعدة العالمي في محاولة منه لتقوية صفوفه• غير أن العكس حدث داخل التنظيم، وأصبح دروكدال دون مسؤولية داخل تنظيم قد تعجل بمقتله أو عزله• وكشف تضارب البيانات بين القياديين داخل التنظيم في اتجاهات مختلفة بعد بيان الإرهابي الليبي الذي دعا إلى التحريض على مهاجمة الشعب الجزائري وساوى بين الشهداء الذين حاربوا المستعمر وبين الإرهابيين الدمويين من جهة، وبيان الإرهابي المدعو دروكدال، بعد ذلك مباشرة يتوعد ويهدد فرنسا بخصوص قضية البرقع، من جهة أخرى، في واحدة من الحالات التي توحي بالتصدع الحاصل بين قياديي التنظيم الإرهابي• ويشير المراقبون الأمنيون الغربيون إلى الوضعية المتأزمة التي أصبح يعيشها عناصر إمارة الصحراء وتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ككل، جراء تشديد الخناق عليه من جميع الجوانب وتدخل المصالح الاستخباراتية الغربية والمحلية في إرباك عناصره الإرهابية في منطقة دول الساحل، دفعت به إلى التشتت والانقسام وخوض حرب زعامة قد تؤدي به إلى الزوال، يقول الملاحظون•