نصبت جمعية الشباب الرياضي بني ثور بورقلة مكتبها الجديد، وذلك بعد موسم من الغياب على الساحة الرياضية حيث تم تجميد الفريق موسم 2008 / 2009 بسبب المشاكل التي كان يتخبط فيها والديون المتراكمة التي تجاوزت ثلاث ملايير سنتيم• قرار التجميد الصادر من طرف الرابطة الوطنية لكرة القدم جاء بغرض إعطاء فرصة أخيرة للفريق لإحيائه من جديد وإعادة مجده، نظرا لتاريخه المشرف والمليء بالانتصارات المتتالية، لتحقيقه سابقة في تاريخ كرة القدم الجزائرية باعتباره أول فريق مغمور من الجنوب الجزائري وصل إلى نهائي كأس الجمهورية وتوج بها عن جدارة• بني ثور عقد جمعيته العامة بتاريخ 22 جوان الماضي• هذا الإجراء أنقذ الفريق من الزوال حيث كان مهددا بالحل إذا تجاوز الآجال السابق ذكرها، لذلك كان الرهان أمام أعضاء المكتب الجديد للفريق صعبا، خاصة أن المكتب كان أمام تحد كبير لعقد جمعية عامة وجمع مبلغ 30 مليون سنتيم لتسديد المستحقات والدخول في مرحلة تأهيل اللاعبين وكل ذلك في مدة لا تتجاوز أسبوعين أو ثلاثة• التركة ثقيلة ومليئة بالديون اعتبر الأمين العام لفريق بني ثور، هباز لخضر، في تصريح خص به ''الفجر'' أن بعث الفريق من جديد ليس بالأمر السهل خاصة أن التركة التي تركها رؤساء الفريق السابقون ثقيلة ومليئة بالديون، حيث توالى على الفريق سبعة رؤساء خلال تسع سنوات فقط• لهذا يرى ضرورة عدم العودة إلى إثارة ماضي الفريق من ناحية تسييره لأن فتح هذا السجل لا يأتي إلا بخلق بلبلة وسط الفريق، الأمر الذي سيعصف لا محالة بمستقبله• كما رأى ضرورة عدم التركيز على معرفة من هو المتسبب في الوضع والأجدر الاهتمام اليوم بكيفية نفض الغبار عن الفريق خاصة أنه أبدى جدارته في عدة مواسم وصنع فرحة أبناء ورفلة• وفي سياق متصل اعتبر ذات المتحدث أن الديون المتراكمة على الفريق تشكل التحدي الأكبر وجاءت بسبب سوء التسيير واتباع سياسة الهروب إلى الأمام التي كانت تفرض نفسها على أي طاقم جديد، نظرا للوضع الصعب الذي يتركه سابقوه• لهذا يرى أن الخروج من هذه المشاكل لن يكون إلا تكاتف جهود كل الأطراف المسؤولة وعلى رأسها السلطات المحلية التي يجب أن تأخذ بعين الاعتبار مجد هذا الفريق وما قدمه للمنطقة والوضع المالي الذي يعيشه، بالإضافة إلى مؤطري الفريق الذين يتوجب عليهم الوعي بالمسؤولية الملقاة على عاتقهم والوضع الصعب الحالي الذي يحاصر فريق بني ثور، بالإضافة إلى الجمهور كونه العامل الأساسي في دعم فريقه• وأفاد ذات المتحدث أنه اتصل في المواسم السابقة بالسلطات المحلية لدعمه، وتلقى وعودا لم تجسد بعد على أرض الواقع، كما سلمت الإدارة رسالة لوزير الشباب والرياضة الهاشمي جيار أثناء زيارته الأخيرة للمنطقة موسم 2007 / 2008 لم تأت بالجديد• كما أعطى السيد هباز صورة عن طريقة تسيير الفريق المواسم السابقة حيث قال أن عملية المحاسبة لا توجد وكل من يتولى رئاسة الفريق يغادر ويترك وراءه إرثا من المشاكل، ليليه آخر محاولا سد بعض الثغرات على حساب سياسة تسيير واضحة التي كان من المفروض اتباعها• مشيرا إلى أن المشاكل المالية التي يعاني منها الفريق بدأت موسم 1999 / 2000 حيث وصلت الديون وقتها إلى مليار ونصف مليار سنتيم لتتجاوز 3 ملايير حاليا، وتوجد شيكات منذ سنوات مضت ومحاضر في انتظار التنفيذ والحجز على حسابات الفريق، ولم يتمكن الطاقم من حصرها والحصول على أرقام دقيقة، في إشارة منه أن الطاقم الجديد يدعو أصحاب الديون إلى التقرب من المكتب وإعلامه بها• النادي يحاول استعادة ملعبه ومقره للنهوض من جديد ويرى الأمين العام للنادي ضرورة حصول الفريق على مكتب لائق ما يسهل، حسب محدثنا، تسيير الفريق والاتصال مع الجمهور• وتجدر الإشارة أن الفريق كان يملك مقرا بالمركب الرياضي بورفلة وانتزع منه، ويحبذ استرجاعه لأن ذلك سيعطي دفعا تنظيميا وأكثر من ذلك دفعا معنويا• كما أشار محدثنا أن الحصول على مقر بالمركب الرياضي لا يخص فريق ''السياربي'' بل هو من حق جميع الأندية بالولاية والتي عددها ثلاثة• كما أبدى رغبته في اللعب على أرضية المركب الرياضي بورفلة•• نتائج مشرفة في رصيد النادي عقب الأمين العام على المراحل التي مر بها الفريق الذي تولى الريادة في سنوات ليست ببعيدة• ففريق بني ثور حديث النشأة حيث ظهر سنة 1990 وفي ظرف عشر سنوات انتزع كأس الجزائر بجدارة وحقق بمعدل موسم واحد في كل قسم أي منذ تأسيسه إلى غاية وصوله إلى القسم الجهوي وحيازته على الكأس• تحقيق المعجزة الكروية كانت خلال موسم 1999 / 2000 لما فاز فريق بني ثور بكأس الجمهورية الحدث الذي فاجأ الجميع باعتباره سابقة كروية وطنية• ما ميز موسم 2003 / 2004 هو أن الفريق كان يلعب بين الرابطات متصدرا المجموعة بفارق 6 نقاط عن نظيره فريق مولودية باتنة، وذلك قبل فترة وجيزة من نهاية مرحلة الذهاب• وكل ذلك لم يشفع له عند جمهوره حيث تعرض لضغوطات كبيرة وصلت إلى رشقه بالحجارة ومساءلة طاقمه مرات عدة• وفي موسم 2004 / 2005 الفريق كان أمام تحد كبير حيث وجب أن يكون ضمن قائمة المراتب الست الأوائل للانتقال إلى القسم الوطني الثاني الذي كان سيشكل في الموسم الموالي• وكان هذا الأخير في مستوى الحدث وفاز ب6 نقاط من بين 12 نقطة، لكنه تعرض أيضا للضغط بدل المؤازرة• وأخير الموسم الحالي 2009 / 2010 رفع النادي التحدي من جديد وأعاد بعث الفريق على الساحة الرياضية وكان أمام اختيار الظهور أو الزوال في هذه المرحلة، حيث انطلق الفريق بعد موسم أسود كاد يعصف بتاريخه حاملا شعار المصالحة، ودعا أعضاؤه الجدد والمكونون من شباب متفائل جميع أعضاء الفريق الذين توالوا على إدارته للالتفاف من جديد حول الفريق دون تحميل مسؤولية الفشل لجهة محددة• عودة الأمل بعودة التمويل أكد الطاقم الإداري أنه يتمتع بأمل جد كبير في هذه الانطلاقة الجديدة، وذلك بعودة أكبر ممول لدعمه من جديد، حيث تعهد حسب المكتب بتغطية كل نفقات الفريق إلى غاية بروز نجمه من جديد وتصدره لمراتب متقدمة• وأكد أن هذه الوعود دخلت مرحلة التجسيد الفعلي وبداية حصوله على الدعم المالي•وتجدر الإشارة أن هذا الممول كان قد ساهم في تمويل الفريق في الموسم الرياضي 2001 / 2002 وذلك بدفع حوالي مليار سنتيم ثم انقطع عن التمويل لأسباب لم يبح بها محدثونا• الفريق يلزمه موسمان لا أكثر للعودة للريادة من جديد ختم الأمين العام حديثه عن نظرته المستقبلية للنادي حيث قال إن الفريق سيحسن مراتبه ويسعى للصعود بخطى ثابتة، ووعد جمهوره من خلال لقائه مع جريدة ''الفجر'' التي استضافته أمس حيث قال: ''المكتب الجديد يلزمه موسمان لا أكثر للعودة للريادة من جديد''• كما دعا الجميع للالتفاف ورفع نجم الفريق الذي يمثل ملكا رياضيا لجميع محبي الكرة بولاية ورفلة•