ما هي دوافع الدولة في نظركم لخوصصة مؤسساتها العمومية؟ الخوصصة هي تحويل ملك الدولة من القطاع العام إلى القطاع الخاص، وفي نظري هناك أربعة دوافع رئيسية لمباشرة عملية الخوصصة في أية دولة كانت، الدافع الأول يكمن في حاجة الدولة إلى رؤوس الأموال وهو ما يدفعها إلى خوصصة مؤسساتها العمومية، أما الدافع الثاني فيتمثل في عجز الدولة عن تسيير مؤسساتها وافتقارها إلى القدرة والخبرة مما يجعلها تفكر في الاستفادة من خبرة وحنكة الخواص، والدافع الثالث هو رغبة الدولة في تنشيط سوق رؤوس الأموال، أما الدافع الأخير وهو الذي ينطبق على الحالة بالجزائر هو سعي الدولة إلى إعادة هيكلة مؤسساته العمومية من خلال فتح رؤوس أموالها سواء للشراكة من الخواص أو بيعها للقطاع الخاص• كيف تقيمون مسار الخوصصة في الجزائر وما هي شروط نجاعة العملية في نظركم؟ مسار الخوصصة في الجزائر هو مسار هش لا يتوفر على الشروط الضرورية لنجاعته• وأول شرط هو توفر دور الدولة في المرحلة الانتقالية من القطاع العام إلى الخاص، لذا يجب على الدولة تحديد إستراتيجية واضحة تراعي جميع الجوانب بما فيها الجانب الاجتماعي، الاقتصادي والمالي مع ضرورة تحقيق التنمية الاقتصادية والصناعية لبلوغ الأهداف المسطرة من وراء عملية الخوصصة، لأن غياب إستراتيجية فعالة يؤدي حتما إلى خسارة المؤسسة وبالتالي خسارة البلاد، وهذا أكبر مشكل في مواجهة مسار الخوصصة بالجزائر• كيف يمكن خلق سياسة فعالة قادرة على ضمان عملية خوصصة ناجحة؟ حتى تتمكن الدولة من تجاوز العراقيل التي تواجه مسار الخوصصة في الجزائر لابد من خلق مؤسسات اقتصادية مهمتها الرئيسية هي تسيير عملية الخوصصة ومرافقة المؤسسات الإنتاجية طيلة المرحلة الانتقالية، كبنوك الأعمال وصناديق الاستثمار، لأن الوزارة لوحدها غير قادرة على تحقيق عملية الخوصصة نتيجة افتقادها للإمكانيات اللازمة والخبرة المطلوبة في هذا الشأن، ناهيك عن المشاكل البيروقراطية المصاحبة لأي عملية خوصصة نتيجة عمل الموظفين على مستوى الوزارات• وأوقول وأعيد أنه لابد من توفر إستراتيجية محددة، هي إستراتيجية تنمية وإستراتيجية قطاعية لاسيما في المجال الصناعي، وبرأيي لا يمكن تحقيق عملية خوصصة ناجحة بعيدا عن دور فعال تلعبه الدولة وأجهزتها•