إن التعبير المستعمل من طرف السيد الأمين العام لمنظمة المجاهدين - عبادو - هو تعبير استفزازي وغير مسؤول، ولا يليق بمكانته كمجاهد أولا، وكمسؤول عن منظمة المجاهدين، ويعكس بكل وضوح الأسباب الحقيقية التي أدت إلى الوضعية الحالية التي تكاد تسوي بين الحركي وضابط جيش التحرير، وكلاهما يتبارى عبر الصحافة الوطنية لتقديم التاريخ بالشكل الذي يتلاءم مع مصلحته المادية والسياسية• إن تعويم التاريخ بآراء الحركى وغير المجاهدين المندسين يعكس حقيقية واحدة، مفادها أن هناك مؤامرة بدأت إبان الثورة ولا زالت مستمرة، هدفها النيل من الثورة بالدرجة الأولى من خلال المساس بتاريخ وماضي قادتها، وللأسف الشديد وجد المتخفون وراء هذه المؤامرة الأرضية الخصبة لزرع هذه الشكوك، من خلال تدني مستوى مسؤولي منظمة المجاهدين والعمل على إبعاد المجاهدين الحقيقيين بخلفيات سياسية• السؤال الذي يطرح نفسه اليوم أمام هذه الوضعية المتردية التي وصل إليها تنظيم المجاهدين هو كيف يقرأ المجاهد والمواطن والحركي والمتربص بتاريخ الثورة وصف مسؤول منظمة المجاهدين على المستوى الوطني ضابط من أبرز قادة الثورة في المنطقة الثالثة ومسؤول المجاهدين سابقا بولاية البيض بالكذاب، إنني أريد أن أضع السيد عبادو أمام حقيقة كيف ينظر إلينا أبناؤنا المخلصين قبل المتربصين بتاريخنا، من خلال التعبير الساذج وغير المسؤول والمدفوع بخلفيات سياسية لم يستطع مسؤول المجاهدين الترفع عنها من أجل لم شمل المجاهدين• إن المنطلق الذي ينطلق منه السيد عبادو والخلفيات السياسية الظرفية التي يتبناها، وقصر نظره، تفرض عليه السير في هذا الاتجاه، تكذيب المجاهدين الحقيقيين بدل المندسين، والعمل على إبعادهم حتى يتسنى للمؤامرة أن تنفذ بكل سهولة• السيد الأمين العام، أتفهم دوافعكم والخلفيات التي تنطلقون منها، إنكم تعرفون جيداً من هو النعيمي النعيمي، هو مجاهد وطني، اعترف له جنرالات فرنسا بشجاعته من خلال إدخال الرعب إلى قلوبهم، من خلال المعارك التي خاضها إلى جانب إخوانه المجاهدين، ولم يسجل التاريخ أنه تم القبض عليه من طرف العدو رافعا يديه مستسلما للعدو• كما أريد من خلال هذا الرد أن أوضح للمجاهدين والقراء قضية 33 ملفا التي دفعت السيد عبادو إلى وصفي بالكذاب• إن الأمانة الولائية لمنظمة المجاهدين على مستوى ولاية البيض، والتي كنت أمثلها شخصيا، طلبت تجميد عضوية 33 ملف مجاهد مزيف، كان الأمين العام السيد عبادو بعيدا كل البعد عن معرفة القضية، باعتباره في هذه الفترة لم يكن لا وزيرا للمجاهدين ولا أمينا عاما للمنظمة آنذاك، وتنفيذا لتعليمة من وزارة المجاهدين طلبت منا إجراء تحقيق بشأن المجاهدين المزيفين والمندسين، وعلى هذا الأساس تم تشكيل لجنة موسعة شملت كل مستويات المسؤولية في جيش التحرير وجبهة التحرير وتمثل كل المناطق الجغرافية لكل الولاية، وعملت لمدة سنة كاملة، وتمخضت أعمال هذه اللجنة عن كشف 33 عنصراً، من بينهم حركى مجندين فعليا في الجيش الفرنسي، وإداريون عملوا في الإدارة الفرنسية والمراكز الخاصة، والذين ارتكبوا جرائم التعذيب وهتك العرض، وبعد استكمال الملف بعث للوزارة، وقامت الوزارة بتجميد عضويتهم، واستغلت هذه العملية سياسيا من طرف المناوئين للأمانة الولائية آنذاك، وبتواطؤ مع بعض العناصر في الأمانة الوطنية، وفي ظروف سياسية معينة• ونظراً لأن الأمانة الولائية بالبيض كانت الوحيدة التي تمثل الاستثناء، الذي لا ترغب فيه الأمانة الوطنية، لأن جل أعضائها ضباط جيش التحرير وأبرز قادة المنظمة الثالثة، تم العمل من طرف جهات محلية، ومن أجل مصالح سياسية ونفعية، على توظيف هذه العملية وبتواطؤ مع الأمانة الوطنية، تم إبعاد أعضاء الأمانة الولائية للبيض، وعلى رأسها النعيمي النعيمي، حتى تستمر المؤامرة كما خطط لها، وكما يراد لها أن تنفذ، ونحن لازلنا على قيد الحياة نتابع فصولها، وستأتي الأيام القادمة بالكثير نتيجة غض البصر عن المنكر، ونتيجة الحسابات السياسية الآنية• الإمضاء: النعيمي النعيمي مسؤول منظمة المجاهدين بالبيض "سابق"