سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
إسرائيل تعتزم العودة إلى إفريقيا لتغذية الإرهاب وبؤر التوتر في دول الساحل تعتمد على الجمعيات الخيرية والمؤسسات الاستثمارية في بيع السلاح لتأجيج النزاعات
عبر، أول أمس، وزير خارجية بني صهيون، أفيغادور ليبيرمان، عن أسفه لغياب إسرائيل عن قارة إفريقيا لمدة طويلة، رغم تواجدها المستمر في مناطق التوتر الإفريقية بشكل متستر، وطبعا لن يكون ذلك إلا في إطار الاتجار بالسلاح وإشعال نار الفتنة عبر اتخاذ طرق تمويه عديدة كالجمعيات والبعثات التعليمية تحت غطاء أمريكي، أكدتها تقارير ''أمنيستي'' في عدة مناسبات، من خلال اتهامها بالدور الكبير الذي تلعبه في إنعاش الاتجار بالسلاح وتغذية النزاعات• وأضاف وزير الخارجية الإسرائيلي في حديثه للصحيفة العبرية ''هارتس''، أنه بصدد التحضير لزيارة كبيرة لعدد من الدول الإفريقية في إطار توسيع علاقات إسرائيل ونفوذها في القارة السمراء، وقال ''هدف زيارتي هو إبراز الوجود الإسرائيلي في إفريقيا''، وأن هدف ليبرمان من الزيارة هو إظهار حضور إسرائيلي في إفريقيا، وأنه يؤكد للقادة الأفارقة مدى أهمية القارة بالنسبة إلى إسرائيل، وقال إن هذه الزيارة تهدف إلى توفير غطاء سياسي للنشاط الاقتصادي والأمني الإسرائيلي الحاصل هناك، باعتبار أن تجارة السلاح أحد المركبات الأساسية للاقتصاد الصهيوني، تضيف الصحيفة• وأوضحت تقارير استخباراتية غربية أن إسرائيل تواجدت بقوة في إفريقيا عبر عدة طرق ملتوية، خاصة في مناطق التوتر، وكانت لها يد في إشعال فتيل النزاعات، من خلال تزويد الطوائف والمجموعات المتقاتلة أو المتمردين، وحتى الحكومات الضعيفة بالأسلحة وإمدادهم بالعسكريين، عبر البعثات والجمعيات الخيرية والصناديق الاستثمارية الوهمية برعاية سرية لوكالة الاستخبارات الأمريكية، التي سمحت بتكثيف تواجد الاستخبارات الإسرائيلية ''الموساد'' في دول إفريقية بما فيها الدول المحاذية للجزائر• وتتخذ الدولة العبرية شعار أمن إسرائيل مبررا لعناصر الموساد والمستشارين العسكريين للتدخل في الشؤون الداخلية للأنظمة الإفريقية، حسب ما أكدته الصحيفة العبرية في وقت سابق، حين أجرت اتصالا مع الناطق الرسمي للمتمردين في النيجر، الذي حذر إسرائيل من مغبة مواصلتها إمداد الحكومة النيجيرية بالسلاح، وأن إسرائيل لاتزال تسعى إلى عقد المزيد من صفقات الأسلحة في دول إفريقيا، حتى لو كان السلاح يستخدم في الحروب الأهلية، أو من قبل المجموعات والتنظيمات الإرهابية ضد الأبرياء، يضيف تقرير صحيفة ''هآرتس''• وتضيف الصحيفة العبرية أن الحقيقة المرة هي أنه ماعدا بضعة مشاريع ذات طابع مدني في مجال الزراعة والاتصال والبنى التحتية والمجوهرات، فإن معظم النشاطات الإسرائيلية في دول إفريقيا تتصل بتجارة السلاح، ما دفع بوزير الخارجية الإسرائيلي، ليبيرمان، الى إعلان عزمه اصطحاب العشرات من رجال الأعمال معه، غالبيتهم من تجار الأسلحة والمستشارين الأمنيين وممثلي الصناعات الأمنية، في الزيارة المرتقبة لعدد من الدول الإفريقية في الأيام المقبلة• ويرى المراقبون للوضع الأمني في الدول الإفريقية أن تزايد النزاعات الداخلية وتوسيع النشاطات الإرهابية من خلال التنظيمات والجماعات الإرهابية بما فيها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، ويربط تقرير ''أمنيستي'' الأخير، بين الاتجار بالسلاح والمس المتزايد بحقوق الإنسان، في علاقة وطيدة، حيث يسقط نتيجتها أكثر من نصف مليون إنسان يوميا في أنحاء العالم، كنتيجة لاستخدام السلاح، أي بمعدل إنسان واحد كل دقيقة•