بدأت ربّات البيوت في التحضير لشهر رمضان الكريم أياما قبل حلوله وذلك بشراء الأواني وتغيير ديكور المنزل، إضافة إلى التوجه لاقتناء بعض كتب الطبخ التي تشمل المأكولات، والحلويات، والمقبّلات وغيرها، رغبة في صنع التميز وتجريب بعض ''الوصفات'' الجديدة التي لا يعرفنها للخروج من الكلاسيكية• وفي زيارة لنا لبعض المكتبات والأسواق التي تعرض مثل هذه الكتب، وكانت الانطلاقة من شارع حسيبة بن بوعلي في العاصمة أدهشنا الإقبال الكبير للنساء سواء كن متزوجات، عازبات وحتى متقدمات في السن، لشراء كتب الطبخ التي خصص لها بإحدى المكتبات جناح خاص يشمل مختلف أنواع الحلويات والمأكولات الجزائرية والعربية، خاصة منها المغربية حيث أكد لنا السيد محمد، أحد الباعة، أنها تعرف رواجا كبيرا خاصة لكتب الطبّاخة ''شميشة'' التي تنفد في ظرف قياسي بمجرد عرضها• وعند دخولنا مكتبة أخرى بشارع موريس أودان، صادفنا زوجين، دخلا القفص الذهبي منذ مدة قصيرة، بصدد تأمل مختلف الكتب المتعلقة بالطبخ، وعند تقربنا من الزوجة أكدت لنا أنها تشعر بالخوف من اقتراب شهر الصيام، كونها لا تتقن الطبخ جيدا، مشيرة إلى أن النساء مثلها لجأن لقضاء شهر الصيام في بيت الحماة، في حين فضّلت هي شراء كل الكتب التي لها علاقة بالطبخ• وفي هذا الخصوص يقول ''علي'' موظف تزوج منذ حوالي شهرين، إنه وخوفا من أن لا تقوم زوجته بإعداد الأطباق الرمضانية كما يجب، فقد اصطحبها إلى المكتبة حتى تشتري بعض الكتب التي تسهل عليها عملية الطبخ، خاصة وأنها لا تتقنه جيدا• وإذا كانت بعض السيدات يسعين إلى التفنن في إعداد الأطباق في شهر رمضان من خلال الاطلاع على كل ما هو جديد في فن الطبخ، فإن أخريات خاصة من المتقدمات في السن، يتمسكن بالأطباق التقليدية التي تميز شهر رمضان والتي لا تخرج عن الأصالة والبساطة ويرفضن التجديد، لأنه لا بديل عن الأصل• ومن جهة أخرى، فإن الكتب الدينية هي الأخرى تعرف رواجا كبيرا مع دخول شهر رمضان المعظم خاصة منها المصاحف، صحيح البخاري ومسلم، وكذا كتب الأدعية•