وأضاف الداعية أن المراجعة أصبحت قضية تتطلب بصيرة وشجاعة أكثر من الشجاعة في قتل الآخرين، من خلال أن يكون عند الإنسان شجاعة مواجهة نفسه وفي مراجعتها، وما ترك النبي صلى الله عليه وسلم قتل المنافقين رغم خطورتهم على المجتمع إلا رغبة في تحقيق ما جاء في الاثر ''لِئَلاَ يَتَحَدَّثُ النَّاسُ أَنَّ مُحَمَّدًا يَقْتُلُ أصْحَابَهُ''· ووجّه أمس الدكتور والمشرف العام على مؤسسة ''الإسلام اليوم''، سلمان العودة، نداء لعناصر الجماعة السلفية للدعوة والقتال لإعلان توبتهم واتخاذ مراجعات الجماعات الإسلامية المسلحة عبرة وسبيلا للوصول إلى المبتغى والمقصود، وقال''إن معتنقي التكفير والقتل يعتبرون مسألة التفاوض أو الحوار حتى مع إخوانهم غير واردة''، وذلك خطأ كبير يجب تصحيحه باتخاذ الواقع شاهدا، بعد أن أصبح الكثير من الناس يدركون أن بإمكانهم الحصول بالسلم والتفاوض والحكمة والصبر ما لا يستطيعون الحصول عليه بالقسوة والقوة والدمار التي تزيد من النزيف والدماء، وتشويه صورة الإسلام التي لم يعرفها من قبل، وقال ''يتحدّث الناس أن محمداً يقتل أصحابه''· واعتبر سلمان العودة نشاط تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي من قتل وأعمال إرهابية ودموية ضد الأبرياء من أبناء المسلمين، نوعا من اليأس أمام الغرب الذي أمن نفسه، محذرا من فكر العبث بالشريعة الذي يدعو بمجرد أن يرى الإنسان في الجندي عدواً وخصماً، إلى القتل بأعداد غفيرة من الناس والجرأة على التفجير في مجتمع وفي مسجد وفي مصلى وفي قاعة أفراح وحتى في مأتم ومكان عزاء، وقال''إن الله تعالى لم يأذن بقتل الناس بهذه الطريقة بحال من الأحوال''، وأنه في القرآن آية ينهى الله تعالى فيها عن سبّ آلهة المشركين لئلا ينعكس ذلك فيسبوا هم الله تعالى، متسائلاً: إن كان هذا انعكاسًا عند سب آلهتهم، فكيف إذا كان الأمر في القتل، الذي ينعكس على المسلمين· وأوضح الداعية السعودي أن ما يحدث في الجزائر استمرار للشرارة التي زرعها تنظيم القاعدة في نفوس الشباب المسلمين في أن القتل مهمة مقدسة، دون قناعات شرعية ولا عقلية، في حين انطلقوا في تنفيذ أعمالهم الإرهابية استجابة لأمرائهم المزعومين، وأن أغلبهم دفعته أوضاعه النفسية والمأساوية والإحباط والكبت والقهر إلى تقبل إغراءات التنظيم بقصد الانتقام أو استرجاع الحقوق، ويصبح مستعدا لتقبل الأفكار ويتبناها فيما بعد، دون أن يكترث لواقع الدين الإسلامي الذي تم تشويهه بهذه الطريقة، وقال ''يتحدث الإعلام عن دموية الإسلام بسبب ممارسات هؤلاء الشباب الذين لم يعطوا أنفسهم فرصة أن يتوقفوا''، معلنا تأييده لمراجعات الجماعات المسلحة الإسلامية، بما فيها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، باعتبار المراجعة مبدأ شفافا ونظيفا· ووجه العودة حديثه لأيمن الظواهري وعبد المالك دروكدال وزعماء التنظيمات الإسلامية المسلحة يحملها مسؤولية استمرار العنف في بلاد المسلمين، وقال ''أليس جديراً أن تكون وقفة لجرد الحساب وجرد عدد الذين ذهبت دماؤهم في هذا السبيل، وحساب كم من الشعوب الإسلامية التي تضررت''، داعيا إلى ضرورة التأمل في مراجعة توقف الدماء وتحد من التغرير المستمر الذي يستنزف جهود المسلمين وشبابهم، وواصل قائلا'' ألا يخافوا الله سبحانه وتعالى أن يأتي يوم القيامة يحمل هذه الرقاب الضخمة وهي تقول يا رب سل هذا فيم قتلني بغير الحق''·