تابعت حلقات الفريق سعد الدين الشاذلي بطل حرب أكتوبر ونمر سيناء·· وبقدر ما كان خلاصة مستخلصة لمصر وشعب مصر الذي تكون في وجداننا بقدر ما كان عظيما في موقفه من الجزائر عندما اختار اللجوء إليها سياسيا·· أو عندما غادرها في ظروف مؤسفة· قابلت الفريق سعد الدين الشاذلي في نزل الشيراطون بالخرطوم·· حين زرته في غرفته الخاصة بالفندق، بعد أن قضى مدة في الحبس والإقامة الجبرية في مصر بعد مغادرته للجزائر·· زرته وكنت أتوقع أن أجد في نفسه شيئا من ''حتى'' نحو الجزائر بسب الفصل ''البايخ'' الذي ارتكبه معه أشباه الجزائريين الذين جاءوا من باريس مع المرحوم محمد بوضياف·· ولم يجدوا غير ''فيلا'' سعد الدين الشاذلي التي أسكنه فيها المرحوم بوضياف ليسكنوها بعد إخراج بطل العرب منها! سألت الفريق الشاذلي إن كان قد تأثر بما فعله السفهاء في الجزائر ضده فقال لي ضاحكا: إطلاقا·· موقف هؤلاء ليس هو موقف الشعب الجزائري وأحرار الجزائر الذين احتضنوني، وهؤلاء لا يمثلون الجزائر''! نفس السؤال تقريبا وجهه له أحمد منصور في الجزيرة: لماذا اخترت الجزائر كمكان للجوء السياسي؟! فكانت إجابته عظيمة أيضا كالعادة، فقال: إخترت الجزائر لأنها البلد الذي على رأسه ''ثوار وطنيون''·· وترفع الفريق عن جراح الفصل البايخ لجماعة بوضياف الباريسيين· ليس من السهل على بطل حر مثل الفريق سعد الدين الشاذلي أن يسجن لمدة عامين·· بسبب موقف من أشباه المسؤولين في رئاسة الجمهورية في عهد بوضياف·· وينسى ذلك بسهولة! ولكنه فعل ذلك لأن الجزائر الحرة التي جاءها لاجئا سنة 1978 هي جزائر بومدين وبوتفليقة·· وليست جزائر رشيد كريم وغيره··!