وفي الوقت الذي يستعد هؤلاء لمغادرة الغرفة العليا يحضّر البعض الآخر لدخولها، حيث انطلق العديد من المنتخبين المحليين في رحلة البحث عن الدعم، و يؤكد المتتبعون للساحة السياسية أن ''المنافسة ستقتصر حتما على حزبي الأفالان والأرندي اللذين يملكان حظوظا معتبرة للفوز بمقاعد جديدة''· وبالموازاة مع هذا، شرعت قيادات الأحزاب السياسية في التحضير لانتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة، حيث أعطت قيادة الأرندي تعليمات للأمناء الولائيين قصد الشروع في التحضير للانتخابات الداخلية فيما بين منتخبيها والحرص أساسا على تماسك الصفوف بعد الانتهاء من هذه العملية التي تنتهي في بعض الأحيان بانقسام حاد بين المنتخبين· أما الأفالان فلم تعط قيادته الوطنية بعد الضوء الأخضر لانطلاق العملية، رغم أن العديد من منتخبيه المحليين بدأوا في التحرك على مستوى ولاياتهم بحثا عن الدعم وجمع المزيد من الأصوات وسط منتخبي مختلف التشكيلات السياسية حتى ولو اقتضى ذلك تقديم الوعود· ومقابل تحرك الحزبين للحفاظ على تموقعهما، لم يظهر أي أثر لحركة مجتمع السلم، التي ستفقد مقاعد في مجلس الأمة والذي قد يستحيل عليها استخلافها بالنظر للعدد المحدود من المنتخبين الذين تملكهم الحركة، لا سيما بعد الهجرة التي شهدتها حركة أبو جرة والتحاق العديد منهم بحركة الدعوة والتغيير وتأكيدهم على رفض تزكية أي مرشح من حمس· وبينما لم تتضح بعد استراتيجية حزب العمال لمواجهة هذا الاستحقاق الهام، خاصة وأنه يحوز هو الآخر على عدد معتبر من المقاعد على مستوى المجالس المحلية، حيث يبدو أن الوضع الراهن لا يسمح بدخول مجلس الأمة بدون القيام بتحالفات استراتيجية، فإن رئيس الجبهة الوطنية الجزائرية، موسى تواتي، دخل السباق مبكرا وأعطى إشارة انطلاق الحملة التحسيسية لانتخابات التجديد الجزئي لمجلس الأمة من ولاية باتنة، حيث جمع منتخبي سبع ولايات من شرق البلاد، مؤكدا أن ''استحقاقات مجلس الأمة المقبلة ستكون امتحان إثبات وجود للأفانا''، مشيرا إلى أنه ''بإمكان الأفانا إحداث المفاجأة مرة أخرى بعد أن أحدثتها سنتي 2003 و2007 على التوالي''·