دعا وزير الطاقة والمناجم، شكيب خليل، أول أمس، إلى تعميق الحوار بين البلدان المنتجة والبلدان المستهلكة للغاز من أجل تكييف اقتصادها وسياستها الطاقوية مع أهداف توسيع الصناعة الغازية في العالم• وفي خطاب ألقاه أمام الدورة 24 للندوة العالمية حول الغاز، التي اختتمت أمس في العاصمة الأرجنتينية، أكد خليل أن التحدي الحقيقي الذي تواجهه الصناعة العالمية للغاز يكمن في ضمان تمويل المشاريع الغازية ومباشرة مشاريع من خلال سعر للبيع مربح على المدى الطويل، حسبما أوردته وكالة الأنباء الجزائرية• ويرى خليل أنه ثمة بديل قابل للدوام لاستخلاف طاقات الحفريات في مستقبل قريب، وأضحى بالتالي ضروري إبراز الاستقلالية بين البلدان المنتجة والبلدان المستهلكة، وأضاف أن الاستجابة لهذين التحديين تتطلب حوارا صريحا ومنتجا بين حكومات البلدان المنتجة والبلدان المستهلكة، وقال في هذا الصدد إنه إذا كانت التوقعات المرتبطة بتوسيع الصناعة الغازية في العالم على المدى الطويل مطمئنة، فإن هناك مع ذلك في بعض الحالات سياسات حكومية غير مواتية تعرقل تطور هذا القطاع• وذكر خليل بالحواجز التي تواجهها بعض شركات البلدان المصدرة في الأسواق الأوروبية، على غرار شركة سوناطراك التي تواجه صعوبات لتموين مستعمليها النهائيين تموينا مباشرا• كما تطرق الوزير إلى حالة الضرائب المفاجئة المفروضة بعد انطلاق المشاريع، والتي تشكل كابحا وعائقا لتوسع قطاع صناعة الغاز، واصفا هذه السياسات التي تشجع بعض أشكال الطاقات والصناعات على حساب أشكال أخرى بالنظرة الضيقة وقصيرة البعد• وأضاف خليل أن الجزائر تخصص استثمارات هامة بهدف تطوير صناعتها الغازية، ويهدف جزء كبير من إنتاجها لضمان تموين منتظم للبلدان المستهلكة• وأكد خليل أمام المشاركين في هذه الندوة العالمية أن الجزائر باشرت إصلاحات قصد ضمان استثمار أجنبي في النفط والغاز، في إطار يميزه الوفاء والشفافية وعدم التمييز• وأكد خليل أن العنصر الأساسي في السياسة الجزائرية في هذا المجال يكمن في مباشرة حوار بناء، وتحديد سويا سياسة للحد من العراقيل قصد بلوغ أهداف الأمن في مجال العرض الغازي، داعيا بالمناسبة المشاركين إلى المشاركة في الندوة الدولية ال 16 حول الغاز الطبيعي المميع المقررة من 18 إلى21 أفريل 2010 بوهران•