من غرائب الأخبار التي تناولتها الصحف أخيرا خبر عقد مجلس الأمة لجلسة خاصة بدراسة مرض سرطان الثدي عند النساء! أو بالأصح عقد يوم دراسي في هذا الموضوع! وقديما قيل عن الذي لا يجد ما يعمل: أنه يقوم بإخصاء الإوز! مجلس الأمة وبرلمان الأمة لم تهزّه الفضائح المالية المتتالية التي تعلن كل يوم في الصحف•• والتي حولت البلاد إلى مضحكة دولية في مجال السرقة والنهب، فلم يعقد اجتماعا لا طارئا ولا عاديا لدراسة الموضوع•• وعقد اليوم الدراسي لدراسة سرطان الثدي في صدور النساء! وكأن البرلمان أصبح مستشفى! ويقال إن البرلمان يحضّر نفسه لعقد يوم دراسي آخر لدراسة ثقب الأوزون وذوبان الجليد في القطب الشمالي•• ودراسة ظاهرة التسونامي في المحيط الهادي! أما الثقوب التي يحدثها السرّاق في خزينة الدولة فليست من اختصاص نواب البرلمان! البرلمان قد يبادر أيضا باقتراح مشروع قانون ينظم عمليات بيع مقاعد مجلس الأمة في المزاد العلني عوض بيعها تحت الطاولة! برلمان الجزائر أصبح لا عمل له سوى المصادقة على ميزانية الدولة كل عام، ثم يتفرغ النواب طوال العام إلى ''لافيرات'' مثلهم مثل الذين يقومون بالتخطيط لتنفيذ ميزانية الدولة على طريقة مغارة علي بابا! هل يعقل أن تعلن المصالح المختصة عن وجود مشاكل تسيير واختلاسات في 5 وزارات كاملة•• ثم لا يتحرك البرلمان لمساءلة الحكومة عن الحقيقة؟! نعم البرلمان لا يتحرك إلا ''بمهماز''، هكذا يقول الدستور المعدل، لكن من أوعز لهذا البرلمان التعيس أن يدرس موضوع السرطان في أثداء نساء الجزائر•• ولم يوعز لهذا البرلمان بدراسة الفساد السرطاني الذي ينخر جسم الدولة برمتها؟! إنه العبث المؤسساتي فعلا ؟!