كشف رئيس الجمعية الوطنية لأمراض التنفسية والصدرية البروفسور نافتي سليم، عن غزو النرجيلة أو الشيشة الشرقية للمجتمع الجزائري في الخمس سنوات الأخيرة، خاصة في أوساط الشباب الذين يتراوح سنهم مابين 15 و30 سنة، دون معرفة الأخطار التي تلحقها النرجيلة بالأشخاص سواء بطريقة مباشرة أو غير مباشرة• وأوضح البروفسور أنه من خلال الدراسة التي أجريت في سنة 2005 تبين أن هناك عددا كبيرا من الأشخاص يدخنون من مختلف الفئات وذلك على المستوى الوطني، فنسبة الرجال المدخنين تقدر ب44 بالمائة، وفئة النساء 6 بالمائة، والأولاد تحت 15 سنة بنسبة 5 بالمائة من الذكور و6,4 بالمائة بالنسبة للإناث• وأشار البروفيسور إلى أن الدراسة التي أجريت على المدارس أحصت 3 بالمائة من الأطفال الذين يتراوح سنهم ما بين 5 إلى 11 سنة في المدارس الإبتدائية، وتسجيل 12 بالمائة من الأطفال في المتوسطة يتراوح سنهم مابين 12 إلى 14 سنة، وأما على مستوى الثانوي فقد تم تسجيل 26 بالمائة من الأشخاص المدخنين سنهم يتراوح مابين 15 إلى 17 سنة• وقال البروفسور نافتي إن ظهور النرجيلة في بداية الأمر كانت كأداة لتزيين المنزل، حيث استقدمت هذه العادة من طرف الأشخاص الذين يقصدون البلدان المجاورة لقضاء عطلة الصيف، خاصة تونس فهم أكثر مدخنيها• وأضاف المتحدث أن هذه العادة أصبحت موضة منتشرة على مستوى المطاعم والمقاهي، مشيرا إلى أنه مؤخرا ظهرت نوادي مخصصة لتدخين النرجيلة• وأفاد المتحدث، في نفس السياق، أن النرجيلة كان ظهورها الحقيقي منذ عهد العثمانيين، فقد كان الملوك يدخنونها في المناسبات والحفلات، إلا أن هذه العادة تلاشت بعد الانفصال عن الدولة العثمانية، لكن عادت للظهور مجددا وأصبحت متداولة بين الكبار والصغار والرجال والنساء بصفة عامة• وأشار المتحدث إلى تداولها في المنزل ''وأصبحت تدخن داخله دون إعطاء الأهمية للدخان الذي تحدثه النرجيلة عند تدخينها، فهي تضر بالشخص المدخن وغير المدخن''• وأكد البروفسور نافتي عن خطورة غاز الفحم الموجود في النرجيلة والمقدرة نسبته فيها ب 500ملغ، بالمقابل تحتوي السيجارة على 20 ملغ من غاز الفحم، بالإضافة إلى أنها مضرة بالصحة لاحتوائها على مواد سامة كبيرة من كودرون ونيكوتين وتبغ ومواد أخرى• وأوضح أن كل المواد التي تحتوي عليها النرجيلة تسبب سرطانات بدءا بسرطان الشفتين إلى سرطان الفم والأنف والحنجرة والرئة، بالإضافة إلى سرطانات أخرى متعلقة بالمثانة والمعدة، إضافة إلى أن 25 مرضا يهدد مدخن النرجيلة، أخطرها مرض القلب والدماغ اللذان يؤديان إلى الوفاة في كل الحالات•وأشار البروفسور نافتي إلى أن أخطر شيء أصبح متداولا في وسط الشباب الذين يدخنون النرجيلة هو ذلك الحجر بمختلف الأذواق التي توضع داخلها لتعطي أذواق مختلفة، مشيرا إلى الخطورة التي أصبحت تهدد صحة الشباب هو وضع داخل النرجيلة الحشيش والمخدرات بمختلف أنواعها من أجل تدخينها•