دومنيك دوفيلبان رئيس الوزراء السابق ودبلوماسي شيراك الذي تحدى بوش في الأممالمتحدة ورفض الحرب ''الظالمة'' على الشعب العراقي، والشاعر الرقيق غير مستعد للخضوع للرئيس ساركوزي الذي حاكمه في قضية كليستريم على مرأى زوجته وأبنائه• أيام معدودة بعد إدانته في محاكمة شدت أنظار فرنسا والعالم، اجتمع دوفيلبان مع أنصاره ومحبيه أول أمس في دار أمريكا اللاتينية بباريس، وأعلن عن قرار خوضه للانتخابات الرئاسية القادمة، الأمر الذي سيعطي نكهة خاصة لمعركة سياسية حامية بين العدوين اللدودين، أو يفضي إلى تصالح تفرضه المصلحة المتبادلة والطموحات الشخصية تجسيدا لمبدإ مكيافيلي ''الغاية تبرر الوسيلة''• قبل موعد المواجهة المباشرة بين الرجلين، اختار دوفيلبان الأنترنت للانتقام من ساركوزي ومحاربته سياسيا بعد أن نجحت الحرب الإلكترونية التي قامت بها المعارضة اليسارية وشخصيات معادية لساركوزي في الإطاحة بابنه جان من خلال حملة شرسة• المعلومات الأولية حول مدى تأثير الحرب التي بدأ دوفيلبان في شنها ضد ساركوزي مشجعة إلى أقصى حد بعد أن شاهد أكثر من 140 ألف ''أسترونوت'' صور فيديو قيام دوفيلبان بدور الضحية بمهارة الممثل والخطيب القدير في محاكمة سياسية نسجها وهندسها رئيس الجمهورية على حد تعبيره• في موقعه الالكتروني، جنّد دوفيلبان أنصار حركته ''البديل'' لفضح فشل وتناقضات وديماغوجية عدوه وسلسلة مواقفه الداخلية والخارجية، التي شوهت وجه فرنسا الجمهورية والإنسانية والديغولية الرافضة للتدجين والتبعية والانبطاح، كما كتب الكثير من أعضاء حركته، التي تضم إلى حد كتابة هذه السطور 4 آلاف، وهو عدد مرشح للارتفاع في الشهور القليلة القادمة• وحسب المتابعين للشأن السياسي في فرنسا والعارفين برهانات الاستحقاق الرئاسي القادم فإن خيبات أمل الناخبين من اليمين واليسار ستوظف لصالح دوفيلبان، وسيحاول في خرجاته الميدانية التي تعد لها بريجيت جيراردان الشيراكية ورئيسة نادي دوفيلبان ربح أنصاره الجدد من الكافرين القدامى والجدد بالساركوزية وبممثلي أنواع اليسار واليمين الآخرين، من أمثال رويال وبايرو، ولما لا لوبان الذي راح ضحية السرقة الساركوزية كما أكد بيار موسكيفسي أحد رموز الحزب الاشتراكي في تحديه الأخير لاريك بيسون وزير الهوية الوطنية• ازدياد وتيرة الإقبال على موقع دوفيلبان الالكتروني الذي أطلقه في سبتمبر الماضي قبل تاريخ مثوله أمام المحكمة بقليل، عرف زيارة أكثر من 10 آلاف متصل يوميا، وحسب الخبراء الذين تابعوا ولادة وتطور جمعية ''رغبات مستقبلية'' لسيقولين رويال من خلال الشبكة العنكبوتية منتصف سبتمبر، فإن عدو ساركوزي قادر على منافسة غزالة الاشتراكيين اليائسين من الفيلة المحنطين من أمثال شريك حياتها السابق فرنسوا هولند ولوران فابيوس• اتحاد الأغلبية الشعبية الساركوزي ليس مغفلا، وهو بدوره بصدد إطلاق موقع إلكتروني جديد استعدادا لحملة انتخابات رئاسيات عام .2012