شدد مختصون في الصناعة التقليدية على ضرورة استعداد قطاع الصناعات التقليدية لمواجهة تحديات المنافسة، وذلك من خلال تكوين الحرفيين وعصرنة وإعادة تأهيل المؤسسات الحرفية، وكذا بتخفيض تكاليف الإنتاج من خلال اعتماد سياسات تسيير وتسويق ناجعة وفعالة، ولن تتحقق هذه الأهداف - يضيف الحرفيون المشاركون في الجلسات الوطنية للصناعة التقليدية - إلا بتكوين مستمر ومتخصص للحرفيين لتعزيز مهارات الموارد البشرية وتسيير ناجع وفعال للمؤسسة الحرفية، وتسويق محترف للمنتوج• وخلال ورشة خاصة ب ''التكوين المتخصص للحرفيين'' اقترح المشاركون إنشاء معهد وطني للصناعات التقليدية يعنى بمهنة الحرفي، وكل ما يتعلق بها، خاصة منها التكوين وتكييفه مع التنمية الاقتصادية وتحيين برامجه، إضافة إلى التفكير في تكوين نخبة في القطاع• كما دعا أحد المشاركين إلى وضع لجان مختصة مهمتها النزول إلى الشارع والاحتكاك بالحرفي لمعرفة متطلباته، خاصة فيما يخص تكوينه وتسيير مؤسسته وتسويق منتوجه• وتأتي هذه المطالبة - حسبهم - من أجل حماية الموروث التقليدي للجزائر وتثمينه وتحسين آفاق تنميته المستدامة وترقية الحرفيين، وكذا إدماج نشاطات الصناعة التقليدية والحرف في مناطق النشاط المختلفة المتوزعة على الخريطة الاقتصادية• ومن جانب آخر، وخلال ورشة حول ''التعاون القطاعي والاندماج الاقتصادي لنشاطات الصناعة التقليدية في التنمية المحلية''، أكد الحرفيون على ضرورة الاستفادة من الاتفاقيات المبرمة مع الوزارات والقطاعات الأخرى، خاصة منها التكوين المهني والسكن والعمران لأن لها أموالا وأغلفة مالية مخصصة لدعم النشاط الحرفي وتمويله• وأكد المختصون أيضا على ضرورة التنسيق مع قطاع السكن الذي يرمي إلى توفير على الأقل مليون منصب عمل خلال البرنامج الخماسي للسكن (2010 - 2014) مؤكدين في ذات الصدد أن عدد حرفيي البناء في تصاعد مستمر، ويجب الاستفادة منهم في الاهتمام بالجمال العمراني للمدن، ومشيرين إلى أنه يجب كسب معركة الكيف بعد معركة الكم• كما دعا المشاركون في الورشة الخاصة بالتمويل ومتطلبات تطوير النشاطات الحرفية الانتاجية الى ضرورة تبسيط الإجراءات البنكية لفائدة الشباب الحرفي الذي يعاني كثيرا من هذه الإجراءات التي لا تحفزه على المضي في مشروعه• هذه الإجراءات البيروقراطية - يؤكد أحد الحرفيين خلال تدخله - تدفع بالشباب الحرفي إلى العمل بطريقة غير شرعية من أجل إخراج منتوجه إلى السوق•