يعد حق الأطفال في الحياة حق أولي يضاف إليه الحق في سلامة أجسامهم وأعراضهم لهذا يحمي القانون والشريعة هذا الحق• وتتمثل هذه الحماية بتجريم كافة صور الاعتداء منها التعرض للأنثى والاعتداء عليها واغتصابها، إضافة إلى ظاهرة خطف الأطفال المقترن بهتك العرض• هذه الجرائم تشكّل مشكلة اجتماعية خطيرة تهدد استقرار وأمن المجتمع وتعوق تكامله، وتزيد من خطورة تدهور الثقة في التعاملات• ومما لا شك فيه أن هذه الجرائم تشيع الفوضى والاضطراب والفضائح لأنها جرائم تمس قرينة مبدأ البراءة، وهذا ما يدعونا للكشف والمصارحة، حتى نتمكّن من توفير الحماية الإنسانية لحقوق الأطفال الأبرياء، خاصة أنهم في ظل مجتمع يرفض البوح بهذه الجرائم محمّلا المسؤولية للضحايا وبالخصوص إذا كانت أنثى• وأظهرت العديد من التصريحات والحقائق الواقعية التي وقفت عليها ''الفجر'' بأن أغلب الاعتداءات على الأطفال تكون من الأقارب• والمتابع لمجتمعنا بصورة دائمة خلال الأسابيع الماضية يكون قد لفت انتباهه قصة الفتاة العروس التي كانت ضحية اعتداء على شرفها في صغرها من طرف العم والأخ معا، وكان يهددانها بالقتل، هذه القصة الغريبة التي وقعت بإحدى قرى الجنوب أثارت حيرة السكان• وتروي إحدى ضحايا الغريزة ل ''الفجر'' بمرارة ''هؤلاء المجرمين لا يرجى منهم التوبة بل يجوز أن تشرّع في حقهم عقوبة القتل، لأنهم أشخاص ليس لهم مبدأ ديني ولا خلقي••''• والانتهاك الجنسي للأطفال لا يمتد على مستوى أسري فقط، بل انتقل إلى وظائف اجتماعية، مثل المدرسين والأطباء، لإرضاء نزواتهم بطرق غير شرعية• وأكبر مثال على مثل هذه الجرائم الفضيحة الأخلاقية التي تعرض لها تلاميذ بإحدى ابتدائيات الوادي من طرف معلمهم، بعد اعتدائه على سبعة تلاميذ لا تتجاوز أعمارهم 10 سنوات حيث كان يستغل براءتهم وعفويتهم• وتضيف الضحية أنه تم ضبطه متلبسا من طرف معلمة وقام الأولياء بإيداع شكوى لدى المحكمة بتهمة الفعل المخل بالحياء ضد القصّر، وتم الاستماع للتلاميذ فحكوا بعفوية لدرجة أن وكيل الجمهورية من شدة فظاعة الحادث لم يتمالك نفسه، وتم القبض على المجرم المعلم وحرمانه من السكن الوظيفي• وبإحدى البلديات النائية في الولاية وقعت حادثة أخرى أكثر فظاعة وذلك من منطلق تصريحات قضائية، روت ل ''الفجر'' أن المصالح الأمنية تحركت وفق شكاوى الضحية لتلقي القبض على إمام مسجد يعلّم الأطفال حفظ القرآن متلبسا بجريمة اغتصاب طفل عمره 11 سنة• وأوضحت مصادر ''الفجر'' أن الإمام المذكور كان يهدد الطفل بطرق عنيفة لكتم السر، وهي التهم التي نفاها الإمام الذي صرح بأن هذه الفضيحة لم يرتكبها• الظروف الاجتماعية القاسية تؤدي للاعتداء الجنسي على الطفل نقلنا هذه الظاهرة الغريبة التي بدأت تطفو على السطح بمدن الجنوب، وبولاية الوادي على وجه الخصوص التي لم تعهد مثل هذه الجرائم، إلى الباحث الاجتماعي (طارق•ب) الذي كشف ل''الفجر'' بأن المنحرفين ينشأون غالبا في أسر مفككة يغيب عنها أحد الوالدين خاصة إذا كانا منفصلين• ويؤكد الباحث أن من أهم الأسباب هو وجود حاجز بين الأهل والأطفال يمنع الحوار بينهم، وما يساهم في نشأتهم بطريقة منحرفة أيضا انحراف الأب كأن يكون سكيرا أو مدمنا على المخدرات• ويقول الباحث إن أخطر أسباب الاعتداء هي نوم الطفل مع الأهل ورؤية الأفلام أو المناظر الفاضحة في التلفاز أو المجلات، والتعري أمام الطفل وقت الحمام• ويضيف المتحدث أيضا بأن أغلب المجرمين ينشأون داخل أحياء شعبية تفتقد لروح الثقافة، ويتأسف الباحث بأن أكثر هذه الجرائم سببها الإهمال الأسري وعدم غرس القيم الخلقية والدينية منذ النشأة•