سُعدت كثيرا عند قراءتي لما كتبه المفكّر والشاعر الجميل عمر أزراج، في عموده الأسبوعي الأخير بجريدة ''الخبر''، والذي عنونه ب''هل نكتب للملائكة ؟''، مستشهدا بما كتبته في العدد الأخير من ''الفجر الثقافي''، عن موضوع ذي صلة بالكتابة والنشر في الجزائر•• وأثلج صدري ذلك التجاوب المباشر الذي أبداه هذا الرجل المفكّر - الذي يحمل زاد نصف قرن من التفكير والاجتهاد في الكتابة وربع قرن من التجربة ''الاغترابية'' في بلاد النور والضباب، لندن - في مقاله، مع من يصفهم البعض بالمستعجلين، وبذلك يعطينا أزراج درسا في تواصل الأجيال الأدبية، في وقت تحدث فيه شروخ كبرى تحت أقدام الجيل الواحد، حيث كتب الصحفي ''المجايل لنا''، حميد عبد القادر، في الجريدة ذاتها، مقالا مطوّلا، بعنوان ''مع جيم هاريسون ورواية: يوم جميل للموت''، ولا أعلم أيّ ''ذبابة'' تحركت في رأس حميد، وذكّرته برواية نشرت سنة 1973، تتحدّث عن صحراء ''نوفو مكسيكو'' الجرداء - كما ذكر في مقاله - في الوقت الذي تُلاقي فيه روايات ''المجايل لنا أيضا''، الروائي الجزائري الشاب سمير قسيمي، ومنها روايته ''يوم رائع للموت''، قدرا لا بأس به من الترحيب والمباركة من طرف النقاد وأقلام الإعلام الثقافي داخل وخارج البلد !! فهل كان حميد، يرمي إلى تنبيهنا بسرقة أدبية، مثلا !!؟ أم أن قحط الخيال هو الذي ذكّره بصحراء ''نيو ميكسيكو'' الجرداء ؟! وهي الحالة نفسها التي أصابتني وأنا أنهي قراءة ما كتبه حميد، لذلك قرّرت أن أنشّط ذاكرتي بشيء من الأدب، فعدت إلى مكتبة العمّ غوغل، وأعدت قراءة بعض الكتب التي لم أقرأها من قبل ! ومنها رواية ''الخوف ومراياه''، الصادرة سنة 2005، للروائي مايكل فينياس، أستاذ الأدب الفرنسي في جامعة فريبورغ السويسرية، والتي يتحدث فيها بعبقرية الطرح الأدبي الممزوج بتقنيات العارف المتخصص في ضبط تقلّبات النفس البشريّة، عن عوالم ما وراء الواقع•• عنوان رواية فينياس، وعوالمه الخياليّة، ذكّرنني بالمجموعة القصصية التي لم أقرأها من قبل، للكاتب روبيرت ستراغلياتي، الموسومة ب''مرايا الخوف'' والصادرة سنة .1973 حاول فيها روبيرت أن يجمع أهم القصص الخيالية ذات البعد الميتافيزيقي، والتي أبدعها كلّ من روبيرت إيكمان ودانيس فال بيكر وستيفان غريندون وكتاب آخرون•• أما العمل العالمي الأبرز الذي حمل أيضا عنوان ''مرايا الخوف''، والذي تذكّرته مع أنني لم أقرأه من قبل، يعود للكاتب البريطاني ذي الأصول الباكستانية، طارق علي، صاحب الكتابات الأكثر جدلا في بريطانيا في السنوات الأخيرة، ولكم أن تسألوا العمّ غوغل•• أما أنا فسأعود لقراءة الرواية الجميلة التي أنا متأكد بأنني قرأتها من قبل، وهي رواية ''يوم رائع للموت'' للروائي الجزائري الشاب، الذي ضمّته قائمة ال''''16 لبوكر الرواية العربية، مؤخرا، سمير قسيمي••