يقول فيتو فرانكو، أستاذ علم تشريح الأمراض في جامعة فرانكو الإيطالية، إنه عثر على أدلة تثبت وجود سلسلة من الأمراض لدى الأشخاص الذين يظهرون في بعض أعظم اللوحات الفنية في العالم، بدءاً من التشوهات العظمية وصولاً إلى حصيات في الكلية، وهذا ربما يسلط ضوءاً من نوع مختلف على تلك الأعمال، التي يعتبرها البعض آيات في الكمال• وقال البروفيسور فرانكو، الذي عرض ما توصل إليه من نتائج خلال مؤتمر حول علم أمراض الإنسان، أقيم في مدينة فلورنس، إنه بدأ منذ نحو سنتين بدراسة الأعمال الفنية العظيمة بغية الحصول على فكرة حول الأمراض التي كانت منتشرة في تلك الفترة• وأضاف البروفيسور حسبما ورد في صحيفة التايمز البريطانية ''أنظر إلى الفن بعين مختلفة تماماً عن تلك التي ينظر بها الخبير في مجال الفن، تماماً مثلما يستمع عالم الرياضيات إلى الموسيقى بأسلوب مختلف عن أسلوب الناقد الموسيقي''• وقال أيضاً إنه حلَّل نحو 001 عمل فني، بدءاً من المنحوتات المصرية، وصولاً إلى اللوحات المعاصرة، بيد أنه ركَّز بشكل خاص على لوحات كبار رسامي عصر النهضة• ففي لوحة ''موناليزا'' الشهيرة لليوناردو دافنشي، قال البروفيسور فرانكو إن ثمة أدلة واضحة على وجود تراكم للأحماض الدهنية تحت الجلد حول محجر العين اليسرى لموناليزا، ما يشير إلى ارتفاع في معدلات الكوليسترول• كما توجد على اليدين أدلة أخرى حول وجود انتفاخات وأورام حميدة تحتوي على نسيج دهني• وفي لوحة ''وصيفات الشرف'' للفنان دييغو فيلاسكيز، يبدو أن الطفلة مارغاريتا (5 سنوات)، التي تظهر في اللوحة برفقة خادماتها في بلاط الملك فيليب الرابع، مصابة بمتلازمة ''أولبرايت''، وهي مرض وراثي من أعراضه البلوغ المبكر وقصر القامة، وحدوث تشوهات في العظام ومواجهة مشاكل هرمونية• وهناك لوحة شهيرة لمريم العذراء تحمل عنوان ''مادونا ديل بارتو''، للفنان بييرو ديللا فرانشيسكا•• كل من يتأمّل هذه اللوحة يلاحظ وجود انتفاخ عند الرقبة، وهذا أحد أعراض مرض الغدة الدرقية الذي كان منتشراً في القرون الوسطى، وخاصةً بين الناس الذين كانوا يشربون من مياه الآبار في بعض المناطق، حيث أدى نقص اليود إلى حدوث تغيرات في الغدة الدرقية• ق•م