لا تعد خرجة مارتين أوبري السكرتيرة الأولى في الحزب الاشتراكي مفاجأة على الإطلاق، وكان من الطبيعي أن تبادر في عز استمرار النقاش حول الهوية الوطنية على الطريقة الساركوزية بإطلالة سياسية تثبت بأن الهوية الوطنية التي تؤمن بها هي تلك التي ترفض المتاجرة السياسوية الهابطة بالمهاجرين وتشركهم في المعترك السياسي الفرنسي من منطلق مبدأ العيش مع بعض في ظل جمهورية تعترف بعطاءات كل الذين يساهمون في تنمية فرنسا· ضمن هذا المنظور جاءت دعوة تقدمهم للجمعية الوطنية مساء أمس بمقترح قانون ينص على حتمية إشراك المهاجرين في الانتخابات المحلية قبل ثلاثة أشهر من تاريخ تنظيم الانتخابات الجهوية التي يتهيّأ لها الاشتراكيون للانتصار على اتحاد الأغلبية الشعبية الساركوزي، تمهيدا لمعركة الرئاسيات· وحتى تسخر أوبري من أتباع ساركوزي قالت إن مبادرة مثل هذا النوع تكفي في مرحلة أولى للرد على الذين حولوا المهاجرين في الشهور الأخيرة إلى مصدر لكل أمراضنا وعاهاتنا· وفي ذات السياق، تمت دعوة أكثر من مائتي مهاجر بدون أوراق إلى المشاركة في النقاش الدائر حول الهوية الوطنية في ساحة البونتيون - مقبرة العظماء بباريس - حيث يرقد كبار أدباء ومفكري فرنسا في انتظار حسم معركة التحاق ألبير كامو الأديب وأحد الأقدام السوداء المولود في الجزائر بدعوة شخصية وسياسوية خالصة تهدف إلى قطع الطرق على اليمين المتطرف في الانتخابات الجهوية القادمة·