ذكرت مصادر مقربة من الدوائر الرسمية المصرية أن القاهرة تنوي مقاطعة القمة العربية المزمع عقدها في العاصمة الليبية، طرابلس، شهر مارس المقبل، للحيلولة دون تمرير ما تسميه ''مقترح الجزائر'' الداعي إلى ضرورة تدوير منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية الذي تحتكره مصر، وهو المقترح الذي أعلن عنه في قمة الجزائر في ,2005 إلى جانب اعتماد الأغلبية في المصادقة على القرارات، بدل الإجماع الذي عطل دور المنظمة، ومن ثمة رهنها بارتباطاتها مع اتفاقية السلام مع إسرائيل· وذكرت ذات المصادر، حسب ما جاء في الموقع السوري الرسمي ''دي برس''، أن السبب في توجه القاهرة إلى ما سمي ب''المناورة''، يهدف بالأساس إلى منع الدول العربية من الالتفاف حول مقترح الجزائر وتجنب طرحه في أشغال القمة العربية، مشيرة، في السياق ذاته إلى الحشد الذي تعتمده الجزائر منذ مدة لتحقيق تضامن عربي معها يضمن وضع مقترح تدوير منصب الأمين العام للجامعة على جدول الأعمال، من خلال العمل على محور ليبيا وسوريا وقطر، خاصة وأن عمرو موسى لم يبد حماسا للترشح لعهدة جديدة، حيث تكون أنظاره موجهة هذه المرة إلى الانتخابات الرئاسية المصرية التي تشغل بال آل مبارك· وكشفت ذات المصادر عن موافقة الرئيس مبارك على قرار مقاطعة قمة طرابلس في اجتماع عقده مؤخرا مع مستشاريه، فاسحا المجال لدبلوماسيته للعمل من أجل احتواء ''الأزمة مع الجزائر''، مشيرين إلى أن غياب مصر عن القمة سيعطّل تبني الدول العربية للمقترح باعتبارها المعنية الأولى بتنفيذه لاحتكارها منصب الأمين العام منذ تأسيس جامعة الدول العربية عام ,1945 دون الارتكاز على أي أساس قانوني· وفي السياق ذاته، أوضحت المصادر المصرية، أن القاهرة أعطت توجيهات صارمة لوزارة إعلامها للضغط على مختلف وسائل الإعلام لإيقاف حملتها ضد الجزائر، في محاولة لتقليص هوة الخلاف، وتجنبا لاتساعها من خلال تهديد مصر بفقدان منصب الأمين العام لجامعة الدول العربية، أو على الأقل التشويش عليها، ما جعل معظم وسائل الإعلام والفضائيات المصرية، التي كانت تصف لاعبي الجزائر ب''البلطجية والرعاع''، والشعب الجزائري ب ''اللقيط''، تعتبر فوز الجزائر الأخير على ساحل العاج وتأهلها لنصف نهائي كأس إفريقيا بأنه ''نصر وتشريف للكرة العربية''· وقالت بعض الصحف المصرية، في وقت سابق، نقلاً عن مصادر دبلوماسية مصرية وعربية، إن بعض العواصم العربية قامت بإبلاغ طرابلس عن رغبتها في طرح أمر المقترح الجزائري على جدول أعمال القمة، وأن مشاورات تجريها ليبيا باعتبارها الرئيس القادم للقمة العربية، مع عدة جهات لدراسة إمكانية وضع المقترح على الأجندة الرسمية للقمة العربية، الأمر الذي دفع بالقاهرة إلى التحرك للحفاظ على ''مصرية'' منصب الأمين العام ولو لدورة واحدة قادمة حتى لا يكون موسى هو آخر أمين عام مصري·