لم تنل بلدية عين أرنات، الواقعة على بعد 7 كلم غربي مدينة سطيف، حظها من اهتمام المسؤولين المتعاقبين على تسيير شؤون البلدية منذ سنوات، حيث عرفت فوضى كبيرة أثرت سلبا على النسيج العمراني بهذه المدينة التي تعد بوابة لعاصمة الهضاب العليا. حسب ما كشف عنه رئيس دائرة عين أرنات، ميلود فلاحي، فإن الوضع الذي تشهده المدينة حاليا لا يبعث على الارتياح، خاصة أن الأوحال أصبحت السمة الأساسية لهذه المدينة التي تعد أهم نقطة تميز تطور المدن بالنسبة للزوار، مؤكدا أن المواطنين لا يزالون يستعينون بالأحذية البلاستيكية في بعض الأحياء في فصل الشتاء، وهو أمر صعب تقبله، حسبه. هذه الوضعية دفعت السلطات إلى وضع استراتيجية من شأنها أن تتدارك ما فات، من خلال تسجيل برامج تنموية والأولوية لتجديد مختلف الشبكات قبل الانطلاق في تهيئة الطرق. وتم تخصيص 7 ملايير سنتيم من ميزانية البلدية للتهيئة الحضرية، والعملية متواصلة إلى أن يتم الخروج من مشكل الأوحال. وأضاف أن العمل متواصل رفقة المنتخبين بالبلدية. ومن ضمن ما تم القيام به، التخلص من القمامة بالجهة الجنوبية للمدينة بمحاذاة طريق المطار، والمظهر المقزز الذي كان يميز المدينة، وكشف عن جملة مما هو مسطر من أجل تغيير وجه المدينة إلى الأحسن. وبخصوص السوق القديم ومحلاته، تم تعيين مكتب دراسات من أجل إنجاز مشروع في مستوى بوابة سطيف، مع الأخذ بعين الاعتبار التجار المتواجدين به حاليا، واستغلال العقار المسترجع من دار الشباب القديمة في مشروع حي إداري يجمع كل الإدارات والمصالح العمومية. وهو المشروع الذي قدم لوالي الولاية وقدم موافقته. ومن جانب القطاع الصحي، فإن العيادة متعددة الخدمات الحالية بعيدة عن مستوى هذه المدينة وتطلعات سكانها. ونظرا لعدم وجود مساحة للتوسع، أكد محدثنا أن التفكير جار من أجل إنجاز عيادة جديدة تكون خاصة بالولادة، واستغلال العيادة الحالية لمصالح طبية جديدة. ونظرا للاختناق الذي تعرفه عين أرنات الواقعة على الطريق الوطني رقم 5، كشف فلاحي عن دراسة لفتح طريق اجتنابي بالجهة الجنوبية للمدينة من المدخل الغربي إلى تاملوكة، مع توسيع الطريق الحالي لفك الخناق عن المدينة، وخلق محاور رئيسية جديدة، حيث استفادت البلدية من مشروع طريق مزدوج وسط البلدية من النقطة المقابلة لمقر الأمن الوطني، يربط الطريق الوطني رقم 05 بالعناصر ويمر بوسط مدينة عين أرنات من الجهة الشمالية، والأشغال جارية بهذا المشروع وبلغت نسبتها 50 بالمائة، بغلاف مالي يزيد عن 24 مليار سنتيم، وهو المشروع الذي من شأنه أن يخفف من الاختناق الذي تعرفه المدينة، علما أن عين أرنات وحسب بعض العارفين لشؤون التخطيط العمراني، مؤهلة لأن تكون بديل لعاصمة الولاية في استقبال مشاريع مهمة بالنظر لمشكل العقار الذي تعرفه مدينة سطيف.