احتضنت بلدية سيدي عبد الرحمن بولاية تيارت، يوم الخميس، فعالية إحياء الذكرى الخمسين لاستشهاد سي المجدوب، والتي أسهب المحاضرون ورفقاء الجهاد في سيرته. هذه الوقفة شهدت حضور زوجة وأبناء وأحفاد ورفقاء جهاد الشهيد شيب الطيب، المدعو سي المجدوب، والأمناء الوطنيين لمنظمة أبناء الشهداء وأبناء المجاهدين والسلطات المدنية والعسكرية، ووالي ولاية تيارت، الذين استحضروا مآثر الرجل وبطولاته. وفي إدلائهم بشهاداتهم حول مناقب الشهيد سي المجدوب، أجمع رفاق دربه على شجاعة وحسن التسيير بالنسبة لتسيير المعارك وتنظيم الجيش وحتى تسيير المؤونة وترتيب أمور المجاهدين الخاصة. وقد تأثرت زوجة الشهيد لحفاوة الاستقبال وبالاعتراف المشهود من طرف جيل الاستقلال وطلاب المدارس لمعرفتهم القوية لمسيرة شيب الطيب. و قد أوضح المحاضر السيد عبد العزيز قادري أن مجاهدي ثورة التحرير كان أغلبهم أميين وبدون وسائل وأبلوا البلاء الحسن، وقد يفعل الكثير أبناء الجيش الوطني الشعبي سليل المجاهدين بحكم أن إطاراته كلهم جامعيون وأن تخصصاتهم متميزة ومسلحون بتاريخ آبائهم وأجدادهم. سي المجدوب، واسمه الحقيقي شيب الطيب، والذي ولد في 4 فيفري 1933 ببلدية سيرده بولاية تلمسان، التحق بالجيش الفرنسي في سن مبكرة استفاد منه في تدريبات استغلها بعد هروبه من الثكنة في 4 فيفري سنة 1956، ليلتحق بجيش التحرير الوطني منضما إلى حضن الثورة المظفرة ويبدأ نشاطه في صفوف المدنيين بناحية تلمسان، ليرقى إلى رتبة ملازم عسكري في مجلس قيادة المنطقة السادسة في الولاية الخامسة. وفي سنة 1953 رقي إلى رتبة نقيب وعين على رأس المنطقة الثالثة، وخلالها، أي في نفس السنة، أصبح عضوا بمجلس قيادة الولاية الخامسة. وفي 4 فيفري 1960 وبعد عملية استخبارية تم رصد مكانه عن طريق جهاز الاتصال الذي كان يستعمله الرائد في تسيير المعارك بمنطقة أولاد جراد بولاية تيارت. وقد جندت قوات الاستعمار مروحيتان خاصتان بالنقل والإنزال التابع للفيلق RCA مدعمة بكتيبة السبايس 17، فاستشهد البعض ونجا البعض الآخر الذين ما زالوا على قيد الحياة، أمثال المجاهد يوسف الخطيب.