يبدو أن شوفينية العقلية المصريّة لن ترضى أبدا برؤية تفوّق أو جمال لا يحمل الجنسية المصرية، حيث لا تزال الفنانة اللبنانية المتألقة إليسا، تواجه مشاكل عديدة مع المصريين، ظاهرها سببه قانوني وباطنها سببه غيرة فنية يجشدها المصريون لكل خارج عن سربهم. ففي الوقت الذي دخلت فيه اللبنانية هيفاء وهبي ومواطنتها نانسي عجرم والإماراتي حسين الجسمي، وفنانون آخرون في بيت الطاعة المصري، تبقى الرافضة إليسا، في وجه المدفع، بعد أن رفضت الوصاية المصريّة، بعدم إعطاء فضل نجاح ألبوماتها الأخيرة للاستوديوهات المصرية. حيث ورغم نجاح الألبوم الأخير “تصدق بمين“ إلا أن المشاكل والأزمات تحاصره من عدة جهات، خصوصا بعد أن قرر نقيب الموسيقيين، التحقيق في الشكوى التي تقدم بها الموزع المصري طارق عبد الجابر يتهم فيها إليسا بسرقة أفكاره ونسب توزيعاته إلي موزع لبناني آخر. وادعى الموزع المصري أن إليسا اقتبست منه “الديموهات“ أو التوزيع المبدئي لكل من أغنية “متعرفش ليه“ و“مصدومة“ و“لا عاش ولا كان“، وقرر الموزع التقدم بشكوى إلى النقابة التي قررت أن تشكل لجنة للتحقيق في الأمر وسماع “السي دي“ الخاص بموسيقاه ومقارنته بألبوم إليسا، لاتخاذ القرار. وليست هذه هي المرة الأولي التي تحدث فيها أزمة بين إليسا والموزعين المصريين؛ حيث تكرر نفس الأمر العام الماضي في ألبوم “أيامي بيك“، بعد أن اتهمها كل من الموزع أحمد ابراهيم وكريم عبد الوهاب بالتعدي على حقوقهما الأدبية والفكرية ونسبها لموزعين لبنانيين. ومن ناحية أخرى وجهت إليسا اتهاما من نوع آخر؛ حيث تم اتهامها باقتباس صورة غلاف ألبوم “تصدق بمين“ لتشابه مع صورة عارضة الأزياء العالمية إيفا لونجوريا، والغريب أيضا أن هذه هي المرة الثانية التي يتشابه فيها بوستر لاليسا بعد بوستر “أيامي بيك“ الذي تشابه مع بوستر ماريا كاري. كل هذه الاتهامات جاءت من الطرف المصري الذي لم يهضم إلى حد الآن ذلك النجاح الذي تحققه إليسا ومثيلاتها من الفنانات والفنانين العرب خارج العباءة المصرية..