كان على الوزارة أن ترسل بعض الكتّاب الشباب لتشجيعهم على مواصلة الإبداع قال الناشر الجزائري لزهاري لبتر، الذي سألناه عن جديد المشاركة الجزائرية في معرض باريس، بحكم حضوره الدائم في التظاهرة، بأن أسماء مبدعين وكتاب حضروا لأول مرة، ومن بينهم كريم عميتي وعديلة كاتيا وفضيلة، ناهيك عن حضور الكاتب الكبير أنور بن مالك. مضيفا أن فضاء الجزائر هذه المرة تموله الجزائر وليس فرنسا، كما جرت العادة في السنوات الماضية. والمعروف أن هذه القضية قد طرحت قبل ثلاثة أعوام، إثر مقاطعتنا إسرائيل بمناسبة إحياء ذكرى تأسيسها الستين، في الوقت الذي كانت غزة تتعرض لإبادة جماعية. وعن سبب اختيار “موفم” أو المؤسسة الوطنية للفنون المطبعية، للإشراف على تنظيم المشاركة الجزائرية، قال لبتر إن الاختيار خضع لمعيار الخبرة، فإلى جانب إشرافها على معرض باريس كلفت المؤسسة نفسها بالإشراف على معرضي أبوظبي والدار البيضاء. ثاني عامل برر أهمية المشاركة الجزائرية في تقدير لبتر تمثل في عدد الكتاب الذين جاؤوا لتوقيع مؤلفاتهم، ومن بينهم المتحدث وكاتيا التي تخرج لأول مرة من الجزائر لتوقيع كتابيها، واستطاعت أن تبيع عشرين كتابا أثناء حفل التوقيع رغم مشاركتها الأولى، وشريفة يميني المقيمة في فرنسا وصاحبة كتاب “على سطيحتي العاصمية”، الذي يعد تحفة إبداعية، وهي أيضا حضرت لأول مرة. عن نوعية الناشرين الحاضرين، قال محدثنا إن أحسن الناشرين حضروا الدورة الثلاثين لصالون باريس دون ذكر الأسماء رغم عدم مشاركة بعضها الآخر، مثل “هومة” التي لاحظنا غيابها عند تجولنا عبر فضاء الجزائر ولم يتضمنها دليل وزارة الثقافة، وهو الدليل الذي ارتكبت فيه جريمة لغوية تمثلت في عنوان “الناشرين الحاضرين في جناح الجزائر”. إخراج أغلفة الكتب ونوعية طباعتها وتنوع العناوين والمضامين.. حقيقة أخرى تعكس تحسن مسيرة تمثيل الكتاب في صالون باريس مقارنة بالسنوات الماضية، لكن درجة التمثيل مازالت ناقصة - استطرد يقول لزهاري - على مستوى المساحة وتصميم الفضاء ونقص الكتّاب الذين يستحقون التنقل إلى باريس بتمويل وزاري، وليس من الطبيعي أن يأتي بعضهم على حسابهم أو على حساب الناشرين.. حيث كان على للوزارة أن تختار عشرة كتّاب على الأقل عرفوا بنجاح إبداعاتهم لتوقيعها في الصالون.