استغل مدير المكتبة الوطنية، الدكتور أمين الزاوي، ندوة المكتبة الوطنية حول "الدخول الأدبي في الجزائر" ليرد على بعض المنتقدين لنشاط المكتبة الوطنية عندما قال: "أخاف أن يقال أيضا إن الحديث عن الدخول الأدبي ليس من مهمة المكتبة الوطنية" كمل قيل من قبل إن طرح مشاكل الكتاب والكتاب ليس من مهمة المكتبة، وأضاف: "هي مهمة المكتبة ونص.. وإذا كانت المكتبة الوطنية لا تخلق النقاش الفكري الرزين بين الكتاب على اختلاف مشاربهم واتجاهاتهم، وإذا كانت لا تنفتح على المثقفين على اختلاف اتجاهاتهم، ولا تهتم بمشاكل الكتاب فلتغلق أبوابها". * وتساءل الزاوي في معرض رده على أسئلة الصحفيين، حول الدعوة التي سبق أن أطلقها حول إنشاء المرصد الوطني للكتاب، فقال إن جهات أخرى تبنت الفكرة دون أن تجسدها، وهي الفكرة التي سبق أن طرحتها المكتبة الوطنية. وأضاف "ليس مهما من يؤسس ومن يجسد الفكرة لكن المهم أن ترى النور. وما زلت أتساءل مثلكم عن المشروع". * من جهة أخرى، ولدى تطرقه إلى مشاكل النشر في الجزائر، قال مدير المكتبة الوطنية إن الدعم بالطريقة التي يطرح بها اليوم، هو نوع من شراء الذمم، وقد يسيء إلى صناعة الكتاب، حتى ولو كان ذلك بدون قصد. وأشار المتحدث في هذا الصدد إلى أن القطاع الخاص في مجال النشر هو مكسب ينبغي دعمه وتقويته، ومن الخطأ أن تتحول الدولة إلى ناشر، ولكن من مهمة الدولة، يقول الزاوي، أن تشتري وتوزع الكتب على المكتبات، لتصل إلى القارئ الحقيقي الذي نبحث عنه وليس "قارئ الصدفة" كما أسماه. * تدخل الزاوي جاء خلال الندوة التي احتضنتها القاعة الشرفية للمكتبة، أمس الأول، حول "الدخول الأدبي في الجزائر" نشطها مجموعة من الناشرين وتطرقت إلى أسباب غياب الدخول الأدبي بالمقاييس المتعارف عليها في الدول الأخرى، مثل فرنسا. الندوة استضافت كلا من لزهاري لبتر مدير منشورات "ألفا" وحسان بن نعمان مدير نشر "دار الأمة" وبشير مفتي أمين عام رابطة "كتاب الاختلاف"، إضافة إلى عدد من الإعلاميين والمثقفين. * وأكد الحضور أنه لا يمكن الحديث عن الدخول الأدبي في الجزائر بالطريقة المتعارف عليها في أوروبا، لغياب مجموعة من التقاليد التي تؤسس لهذا الدخول، أبرزها الفوضى التي يعرفها القطاع وغياب صناعة حقيقية للكتاب، حيث قدر الزاوي عدد الناشرين في الجزائر ب 504 ناشر، وذلك بالاستناد إلى أرقام الإيداع القانوني، لكن لزهاري لبتر قال إنها لا تتعدى 10 دور محترفة من بين 200 دار سجلتها عاصمة الثقافة العربية. * كما طرح الحضور غياب جوائز حقيقية وفعالة تدفع عجلة الكتابة الإبداعية التي تؤسس الدخول الأدبي عند الغير، كما طرح أيضا مشكل غياب المنابر الإعلامية المتخصصة في الترويج للثقافة والكتاب على وجه الخصوص، ودعا الحضور في ختام الندوة إلى تثمين ما يوجد اليوم من حركية، حيث قال الزاوي إن المكتبة رصدت خلال سنة 2008 "563" إصدار جديد، وهذه -كما قال- بداية طيبة للاحتفاء بالكتاب.