تنقل مؤخرا الطاقم المعد لحصة ”ماتش” في قناة ميدي 1 سات إلى قصر دالي ابراهيم، حيث التقى المدرب الوطني رابح سعدان في مكتبه بمقر الفاف. وقد تحدث إليهم بهدوئه المعتاد وبلهجة الواثق من نفسه، وقد تم بث الحوار المطول في سهرة أول أمس. كما كشف معد الحصة جلال بوزرارة أنه سيواصل تسليطه الأضواء على ممثل العرب الوحيد في المونديال استراتيجيتنا تمتد لما بعد المونديال سنمر للدور الثاني رغم الصعاب ووعد متتبعي حصته بلقاء قريب مع رئيس الفاف الحاج روراوة. لا يمكننا التحكم في الأندية الأوروبية استهل الشيخ سعدان حديثه بإبداء استيائه الشديد من وضعية لاعبينا المحترفين مع أنديتهم. وأكد في هذا الصدد أن الجزائر لا يمكنها أن تفرض شيئا على الأندية الأوروبية بل الكرة في مرمى اللاعبين المطالبين بفرض أنفسهم وإقناع مدربيهم، لأن لا شيء يعوض المنافسة الرسمية، وما يمكنه أن يفعله هو أنه لا يستطيع أن يظلم الركائز في صورة زياني، عنتر يحيى... ومغني وأن يحرمهم من قطف ما زرعوه في التصفيات، وقد سطر لهم برنامجا تحضيريا مكثفا بعد انتهاء موسم الأندية وتفرغهم للمنتخب قبل المونديال. سأعد تقريرا عن كل لاعب وواصل سعدان حديثه بالتأكيد على أنه بصدد إعداد تقرير عن كل لاعب وأنه سيدافع عن مصلحة المنتخب قبل أي شيء آخر. فمن يكون في فورمة ستسمح له باللعب في أعلى المستويات في منافسة بحجم كأس العالم التي قد لا تتاح سوى مرة واحدة في مشوار أكثر اللاعبين، ولهذا فسيعتمد على من هو جاهز وقادر على إعطاء دفع إيجابي لقاطرة الخضر ولن تحمل قائمته أي لاعب مصاب. لا يمكنني أن أختلف مع مدربي العالم وفي رده على سؤال محاوره بشأن اعتماد أغلب المدربين على فكرة من لا يلعب أساسيا في ناديه لا يمكن أن يكون أساسيا مع المنتخب، فقد أكد سعدان أنه من مؤيدي هذا الطرح خاصة وأن التحضير الحقيقي لأي لاعب يكون مع ناديه بينما فترة تواجده مع المنتخب هي قصيرة جدا. معاينتي للمغتربين ليست وليدة اليوم وعرج المدرب الوطني للتحدث عن جولته الأوروبية والتي أكد فيها أنه يهدف منها لمعالجة أكبر مشكل في المنتخب الجزائري، وهو إيجاد البديل اللازم لعدة مناصب، وأنه يعرف أغلب اللاعبين الجزائريين المنتشرين في أوروبا ومعاينته لهم ليست وليدة اليوم بل هي منذ فترة طويلة، ولم يستبعد إمكانية ضخ دماء جديدة في المنتخب. ڤديورة لاعب رائع حتى وإن كان سعدان متحفظا في ذكر أسماء من هم الأقرب للانضمام للمنتخب، فإنه أشاد كثيرا بعدلان ڤديورة لاعب والفرهامتون الإنجليزي حيث وصفه بكونه لاعبا رائعا ويمكنه أن يقدم الكثير. يجب التمعن جيدا قبل إصدار أي قرار لم يتردد سعدان في ذكر أسماء أخرى كالحارس فابر ومدافع شارلوروا البلجيكي شاقوري محمد، بلعيد، قادير، بودبوز وفيغولي... وغيرهم. والأهم حسب سعدان هو التمعن جيدا في مستوى أي لاعب قبل إصدار أي قرار حتى لا يظلم أيا منهم. سنركز على العمل الهجومي وعن مستوى منتخبنا الذي لم يتمكن من تسجيل أي هدف في مواجهاته الثلاث الأخيرة التي خاضها ضد كل من مصر، نيجيريا وصربيا، فقد أعاد السبب لنقص الانسجام بين المهاجمين ما جعل المنتخب لا يستفيد من الفرص التي يصنعها على مدار المباراة، ولهذا فقد سطر برنامجا خاصا للتركيز على العمل الهجومي في المواعيد القادمة. مع عودة جبور الأمور ستكون أحسن أبدى سعدان تفاؤلا كبيرا لتحسن مردود القاطرة الأمامية للخضر خاصة بعد استعادة جبور لمستواه، كما أن عودة صايفي للبطولة الفرنسية من شأنه أن يجعل هذا اللاعب في الموعد خلال نهائيات المونديال وهو يراهن على خبرته كثيرا. غياب الركائز سبب تراجع هيبة دفاع الخضر أما عن خط الدفاع الذي سجل تراجعا مذهلا حيث بعد صموده في التصفيات الإفريقية الأخيرة تلقى 10 أهداف في الكان ثم ثلاثية أمام صربيا، فقد بدا سعدان غير قلق بهذا الشأن لكونه يعلم السبب الذي أرجعه للإصابات المتكررة التي لاحقت الأساسيين ومع عدم توفر بدلاء في المستوى، ودفع الخضر الثمن غاليا، ومع عودة الركائز سيكون المنتخب الجزائري أكثر صلابة. حققنا ما نصبو إليه في أنغولا 2010 وعاد سعدان للتأكيد على أنه حقق ما كان يصبو إليه في نهائيات كأس إفريقيا الأخيرة، فقد لعب 6 مواجهات رسمية وأقحم 20 لاعبا، أي أنه كما قال منح الجميع الفرصة. وقد سمحت فترة تجمع المنتخب في أنغولا بتوضيح الكثير من الأمور التي ستفيد الخضر خلال المونديال. لا للعواطف عند غربلة التعداد كشف ذات المتحدث أنه سيعلن قريبا عن قائمة أولية تضم 30 لاعبا ستتم غربلتهم وانتقاء الأحسن من بينهم، حيث سيبقى منهم 23 لاعبا فقط من أجل التنقل إلى جنوب إفريقيا. هذا وأكد الناخب الوطني رابح سعدان بأن في مفكرته حوالي 35 اسما سيحاول تحديد 30 لاعبا من أجل توجيه الدعوة لهم في التربص القادم الذي سينطلق بسويسرا في 20 ماي المقبل، وأنه لا مجال للعواطف أثناء عملية غربلة التعداد لأنه سيختار الأحسن. سنلعب ضد منتخبات محترفة وصف المدرب سعدان مجموعة منتخبنا الجزائري التي تضم كل من إنجلترا، سلوفينيا وأمريكا بالمحترفة بأتم معنى الكلمة وأن المنافسة ستكون كبيرة بينهم لتحقيق الهدف المشترك بينهم جميعا، وهو المرور للدور الثاني والجزائر لن تختلف عنهم، بل ستكافح لتحقيق مشاركة مميزة تكلل بالتواجد في الدور ثمن النهائي لأكبر مسابقة عالمية. إنجلترا ليست المرشحة في المجموعة بل في كل المونديال قال سعدان أن إنجلترا بقيادة العبقري الإيطالي فابيو كابيللو لا تعد مرشحة للتأهل عن مجموعتها فحسب، بل هي مرشحة للذهاب لأبعد حد في المونديال الإفريقي نظرا لثراء تعدادها وقوة بطولتها التي تعد الرقم واحد في العالم. جدية كبيرة عند سلوفينيا أما المنتخب السلوفيني فهو يتميز بجدية كبيرة وقد أبان على ذلك خلال التصفيات، ما جعله يزيح الدب الروسي، وهو يخطط حاليا لأداء مونديال كبير وأنهم يشبهون في طريقة لعبهم المنتخب الصربي كثيرا، وعليه فيجب الحذر من أول خصم لأنه قد يخلق مشاكل كثيرة للخضر. المنتخب الأمريكي تحسن كثيرا أما منتخب الولاياتالمتحدةالأمريكية فقد تحسن كثيرا لكون أغلب تعداده ينشط في البطولة المحلية، ما يسهل على مدربهم جمع لاعبيه، وهو ما تؤكده الأرقام التي تقول أن أمريكا هي المنتخب الأكثر لعبا للمواجهات الودية حتى الآن، حيث لعبت 3 مباريات وتوالي مشاركاتها في المونديال والمنافسات القارية والإقليمية منح لاعبيها خبرة كبيرة. الخضر لن يستفيدوا من راحة بعد المونديال أكد سعدان أنه يخطط مع رئيس الفاف راوراوة لإعداد برنامج طويل المدى يمتد لما بعد المونديال. وقد بدأت بوادره تظهر في الأفق من خلال برمجة مباراة ودية خلال شهر أوت القادم استعدادا لتصفيات كأس أمم إفريقيا التي ستنطلق في الخريف القادم أي شهر سبتمبر المقبل. لو تسمح لي ظروفي الصحية والمعنوية سأواصل الحديث عن مستقبل الخضر دفع مقدم الحصة جلال بوزرارة للتساؤل عن مستقبل سعدان مع الخضر، فكان رد هذا الأخير بأنه منكب حاليا على التحضير للمونديال وبعد ذلك سيفصل في هذا الأمر، ولو أنه يفضل المحافظة على استقرار العارضة الفنية، لكن بقاءه ربطه بتواجده في ظروف صحية ومعنوية جيدة لإتمام المسيرة. لا خوف على تأهل الجزائر والمغرب وبما أن قناة ”ميدي 1 سات” مغربية فقد كانت الكلمة الأخيرة عن وقوع المنتخبين الجزائري والمغربي في مجموعة واحدة في تصفيات الكان القادمة. فقال سعدان أنه لم يكن يتوقع إطلاقا مثل هذه القرعة، لكنه سعيد جدا بملاقاته لأحبابه وأصدقائه المغاربة، وتمنى أن يكون التأهل مشتركا للجزائر والمغرب لكونهما أحسن بكثير من منتخبي تنزانيا وإفريقيا الوسطى، وبالتالي فحصد كل منتخب ل15 نقطة قد يجعله ضمن النخبة الإفريقية. باسم زغدي ارتماءة خاطئة للشيخ لم تأت في وقتها سعدان يفتح النار على الصحافة الجزائرية مع اقتراب موعد المونديال أصبح سعدان مطلوبا بكثرة من مختلف الصحافة العالمية التي يبدو أنه يستمتع بالتحدث إليها أكثر من صحافتنا الوطنية. وآخر خرجات الشيخ سعدان كانت في قناة ”أر. أم. سي” الفرنسية حيث فتح النار على الإعلام الجزائري ووصفه بالباهت جدا.وأكثر من ذلك فقد أكد عدم اكتراثه بما يكتب وأنه غير مبال بما ينشر عن المنتخب الجزائري في كل الجرائد الوطنية. وبرر ذلك بكونه قاد الخضر للمونديال بعد ربع قرن من الغياب، كما أعاد الجزائر لنهائيات كأس إفريقيا بعد 6 سنوات. لكن هناك من يحقد عليه ويسعى دوما لتقزيم إنجازاته. وأكد أن الغيرة هي الدافع الوحيد لمهاجمته رغم الثناء الذي يتهاطل عليه من شتى أصقاع العالم. وبدا الشيخ قاسيا جدا على الإعلام الجزائري في خرجة لم تأت في وقتها تماما، لأنه كان عليه أن يحافظ على ديبلوماسيته لرأب الصدع الحاصل بينه وبين بعض العناوين وليس وضع الجميع في سلة المهملات. وكان سعدان بطلا دون منازع مع الخضر قبل أن يتعرض لهزات بدءا من مباراة العودة ضد رواندا، وقبيل كأس إفريقيا تعالت بعض الأصوات وطالبته بالرحيل. لكن النقطة التي قصمت ظهر شيخنا كانت تسريب حقيقة مغادرة لموشية للخضر من أنغولا، حيث أرادها أن تكون بسبب مرض شقيقته، لكن الحقيقة أزعجته وجرحته، لتأتي هزائم الخضر كالملح فوق ذات الجرح. واليوم عوض أن يعمل الكل على تهدئة النفوس، فالضربات من تحت الحزام تأتي من هذا الطرف وذاك، ليكون المنتخب الجزائري هو الخاسر الأكبر لكوننا نتجه نحو وضعه في نفس المعطيات التي سبقت آخر مشاركة مونديالية لنا عام 1986 مع سعدان بالذات... فرفقا بالخضر أيها الخلاطون...