هو أبو الحسن مسلم بن الحجاج بن مسلم النيسابوري، الإمام الكبير، الحافظ المجود، الحجة الصادق. ولد سنة 204 ه وبعد أخذه العلم وتلقيه في نيسابور رحل في طلب الحديث وطوّف في المراكز العلمية في العالم الإسلامي آنذاك: خراسان، الري، بغداد، الكوفة، البصرة، الحرمين، مصر، والشام، وأخذ عن حفاظها. عدّه الحافظ الكبير محمد بن بشار من حفاظ الدنيا الأربعة: أبو زرعة الرازي ببغداد، ومسلم بنيسابور، وعبد الله الدارمي بسمرقند، ومحمد بن إسماعيل ببخارى. وبهذه الحافظة الذّكية والمكانة الرفيعة تمكّن من تصنيف كتابه العظيم “المسند الصحيح” الذي يقول هو عنه: “صنّفته من ثلاثمائة ألف حديث مسموعة، وذلك خلال خمس عشرة سنة، ولو أن أهل الحديث يكتبون الحديث مائتي سنة فمدارهم على هذا المسند”، حتى إن بعض الحفّاظ ذهبوا إلى تفضيله على صحيح البخارى. توفي رحمه الله سنة 261 ه عن بضع وخمسين سنة.