دعت حركة النهضة السلطات العمومية والبرلمان بغرفتيه إلى فتح نقاش عام حول الاتحاد من أجل المتوسط، ومسألة انضمام الجزائر إليه، مشيرة إلى ضرورة أخذ الوقت الكافي وعدم التسرع قبل الإعلان عن المشاركة في قمة برشلونة الشهر المقبل أم عدم المشاركة. قال أمس النائب في البرلمان عن حركة النهضة، محمد حديبي، في تصريح ل”الفجر”، إن مسألة الدبلوماسية من صلاحيات رئيس الجمهورية، لكن لا يمنع ذلك من دعوة السلطات إلى عدم التسرع في تأكيد مشاركتها في قمة برشلونة للاتحاد من أجل المتوسط، خاصة وأن القمة ستعرف مشاركة وزير الخارجية الإسرائيلي، المعروف بتطرفه وعدائه الشديد وعنصريته ضد الفلسطينيين والعرب بصفة عامة، وبأنه أول من دعا إلى استعمال النووي ضد المقاومة في غزة، مضيفا أن الهدف الفرنسي من وراء المشروع واضح وجلي، ويتمثل في توفير الغطاء لاندماج الكيان العبري في المحيط العربي، المؤدي إلى التطبيع. وأضاف حديبي أن مشاركة الجزائر جنبا إلى جنب رفقة مسؤولي الدولة العبرية، وخاصة وزير خارجيتها ليبرمان، يعد ضربة قاضية لمواقف الجزائر التاريخية، المساندة للقضية الفلسطينية. وعلى صعيد متصل بمشروع الرئيس ساركوزي، اعتبر النائب الفرنسي بالجمعية الوطنية الفرنسية، ميشال فوزال، أن برودة العلاقات الجزائرية - الفرنسية من أهم الأسباب التي تهدد الاتحاد المتوسطي بالزوال على بعد نحو شهر من ذكراه التأسيسية الثانية. وقال السياسي الفرنسي، في تصريحات صحفية أعقبت اجتماع المسؤولين التنفيذيين للبلدان ال27 المشكلة للاتحاد من أجل المتوسط، نهاية الأسبوع الماضي، ”قبل شهر من الذكرى الثانية لتأسيس الاتحاد من أجل المتوسط، لا يزال الاتحاد يحتاج إلى إعادة بعثه سياسيا”، مضيفا أن الاتحاد يواجه خطرا حقيقيا وحالة استعجالية استوجبت توجيه نداء إلى كافة زعماء الدول المشكلة للاتحاد. واعترف السياسي الفرنسي بأن من بين أهم العوائق التي جعلت من المشروع لا يرقى إلى تطلعات أصحابه وخاصة المبادر به الرئيس الفرنسي ساركوزي، هو حالة البرودة الشديدة التي تعرفها العلاقات الجزائرية - الفرنسية منذ حوالي العام، وما شهدته العلاقات من شد وجذب في عديد القضايا بين البلدين، الأمر الذي رهن المضي في جعل المشروع فعالا. ومن بين الأسباب التي رهنت الاتحاد المواقف التي كانت عليها دول عديدة، أهمها فرنسا خلال العدوان على غزة في ديسمبر 2008، إضافة إلى الخلافات بين باريس وأنقرة، حيث تريد فرنسا احتواء تركيا في الفضاء المتوسطي من أجل الوقوف أمام انضمامها إلى الاتحاد الأوروبي.