تتحرى الفتاة غالبا في شريك الحياة الصدق والأمانة، ونفس الأمر ينطبق على الشاب في رحلة بحثه عن رفيقة الدرب ليبدأ الاثنان معا رحلة الحياة بكل ما فيها من نجاحات وعثرات، لكن أن يقرر زوجان شابان خوض معترك الحياة من بابها الضيق فشيء يصعب تقبّله، إلا أنه أمر واقع ستنظر فيه محكمة الجنايات بمجلس قضاء البليدة، من خلال قضية تكوين جمعية أشرار والسرقة الموصوفة بتوفر ظروف التعدد واستعمال العنف واستحضار مركبة مع استعمال أسلحة ظاهرة. تعود تفاصيل القضية، التي تم تأجيلها يوم أمس بمحكمة جنايات البليدة، إلى تاريخ 13 سبتمبر 2009، حين تلقت قاعة العمليات المركزية بأمن ولاية الجزائر نداء مفاده تعرض محل بيع مجوهرات بالسحاولة إلى عملية سطو من قبل رجل وامرأة ولاذا بالفرار على متن سيارة من نوع “رونو 04 “ بيضاء اللون، ليتم في وقت قياسي تعميم أوصافها، قبل أن يتم توقيفها على مشارف المدينة وعلى متنها المشتبه فيهما، وبمجرد تفتيش المركبة تم العثور على المسروقات. سماع المتهمين الاثنين بيّن أنهما زوجان لم يستقر بهما الأمر بعد في العش الزوجي وبينهما عقد إداري يبيّن صحة علاقتهما التي أرادا أن تكون في بدايتها عملية سطو ناجحة من أجل اقتناء منزل خاص وسيارة وما شابه من الحاجيات. وبدأ تنفيذ الخطة بترصد تحركات صاحب المحل لدرجة أن بلغت الجرأة بهما أن قصداه لأكثر من مرة من أجل اقتناء بعض المصوغات وهو ما أثار ريبة العامل بالمحل، إلا أنه لم يتوقع بقية الأحداث، لا سيما أن المسماة (و.آمال)،21 سنة، قصدته في صفتين فتارة كانت غير متحجبة، وتارة أخرى كانت تضع جلبابا لتسهيل عملية الاعتداء التي دبّرها الزوج (ر.سفيان)، صاحب 42 عاما، بعد أن استعان بابن خالته الذي رافق المتهمة آمال على أساس أنه زوجها بغرض التمويه، إلا أنه رفض في الأخير مشاركتهما في تنفيذ العملية.
من جهته، وحسب ما جاء في قرار الإحالة من تفاصيل، قال العامل إنه كان يومها بالمحل عند مجيء المسمى سفيان، وكان بصدد ثقب أذنه بطلب منه قبل أن تلحق به شريكته، فقام لفتح الباب على أساس أنها جاءت لتأخذ الخاتم الذي اشترته في وقت سابق عن طريق البيع بالتقسيط، ليقوم فورها المتهم برشه بالغاز المسيل للدموع، ما جعله يفقد وعيه، ليقوم الاثنان بعدها بربطه بقماش على مستوى اليدين والرجلين والفم وجره إلى خلف المحل؛ وبينما بقيت الفتاة مشهرة سكينها في وجهه، توجّه المتهم الآخر نحو خزانة الأموال وأخذ منها كمية معتبرة من المجوهرات فاقت 1 كلغ، إلى جانب مبلغ مالي يقارب 100 مليون سنتيم، وأشياء أخرى، قبل أن يفرا معتقدين نجاح خطتهم، إلا أنهما لم يذهبا بعيدا وانتهى بهما الأمر بين أيدي مصالح الأمن في ذات اليوم، في انتظار تحديد موعد جديد لمحاكمتهما رفقة المتهم الثالث (ب.خالد)، 26 سنة، والتي ستكون خلال الدورة الجنائية المقبلة.